أمة ضحكت من جهلها الأمم


يقول بيان قمة العرب السادسة والعشرون المجتمعون في شرم الشيخ :
( اجتمعنا لبحث التحديات التي تواجه أمننا القومي العربي وتشخيص أسبابها، والوقوف على الإجراءات والتدابير اللازمة لمجابهتها بما يحفظ وحدة التراب العربي ويصون مقدراته وكيان الدولة والعيش المشترك بين مكوناته في مواجهة عدد من التهديدات النوعية، وهو الأمر الذي يتطلب تضافر جهودنا واستنفار امكانياتنا على شتى الأصعدة ، السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية ( .
ما أجمل هذا الكلام الذي صدر عن قمة العرب ،ولكن لنبحث في كل ارجاء أمة العرب ونسأل المهندس والطبيب والبقال والسائق والسياسي والقهوجي ....الخ ،هل يصدقون هذا الكلام ؟
سيقولون لك أنه كلام بتوع سياسة ،كلام لافعل حقيقي وواقعي له ،لأنهم على مستوى خمسة وعشرون قمة سابقة سمعوا مثل هذا الكلام خلال أيام المؤتمرات فقط ثم لم يعد يتذكره أحد .
هل ان القمة العربية وجدت وشخصت أن المرتبة الأولى من التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي هي شعب اليمن المسكين الذي يبحث عن الهوية حاله حال شعوب الأرض من حوله ،فقررت ان تعد جيوش موحدة وتستدعي من يرى رأي العرب من اقطار الأرض لنصرة العرب على شعب اليمن !
هل علم القادة العرب ان اجتماعهم ضد شعب اليمن كان في مناسبة عزيزة على العرب هي يوم الأرض ، ارض العرب التي اغتصبها الصهاينة ولازالوا يقضمون المزيد منها يوميا ً،الصهاينة الذين يصرحون تكتيكيا ً : اننا والمملكة في خندق واحد،طبعا ً ضد شعب اليمن !
ولكنهم يعلنون استراتيجيا ً : انهم متى تمكنوا عسكريا ً فان ارض العرب من النيل الى الفرات تعود لهم ،وعلى العرب تقبل هذا الواقع الذي طبق على ارض فلسطين كمرحلة اولى وان المستقبل سيحمل لهم المزيد من المفاجآت ،وهذا ليس خفي على احد، فبعد استشعارهم القوة ابتدأ الصهاينة يكشفون نواياهم الحقيقية ،في ان كل ما اغتصبوه من ارض فلسطين حتى الأن هو ليس كل ارضهم ،وانهم لم يحتلوا أرض من احد ولم يعتدوا على أحد ،بل ان أراضيهم لاتزال تحت الأحتلال !
وواضح وبجلاء ان مثل هذا التصريح لايكتفي بالأرض المحددة بين النيل والفرات بل قد يشمل العالم بأسرة ،وهذا ما سطر ببروتوكولاتهم ولكن لاأحد ينتبه الى ذلك ، انهم يحلمون باليوم الذي يجلس فيه منتظرهم على عرش العالم وباي وسيلة كانت ،وماداموا وقد وصلوا اليوم الى ما وصلوا له فأن بمقدورهم تحقيق هذا الحل ،حتى ولو كان بأستخدام أمريكا كمطية لتحقيق ذلك ،ولكن هناك منهم من ينظر بحكمة وصبر والتريث وعدم الأستعجال في كشف مثل هذه الأمال حتى تتمكن دولة اسرائيل الأبقاء على المساندة الدولية وعندما تصبح في قوة تمكنها من تحقيق هذا الهدف فأنها لن تقف مكتوفة الأيدي .
امة ضحكت من جهلها الأمم :
ان ماحصل لحد الأن للعرب لايصدق ، لقد اصطفوا عام 1991 جنبا ً الى جنب مع الصهاينة والجيوش التي تحالفت لقتال شعب العراق ولكن بعد ذلك لااحد منهم رفع صوته وذكر ان شعب العراق يتعرض الى اقسى حصار غير ادمي ، ونادوا بأسقاط القذافي واصطفوا مع الغرب في هذا الأتجاه ولكن لاأحد منهم اليوم يعترض على المجازر والقتل الذي يحصل في الشارع الليبي وكأن الأمر لايعني أحدا ً منهم ، واصطفوا مرة اخرى مع الصهاينة ضد شعب سوريا ونادوا بأسقاط حكومته الرسمية ودفعوا الأموال والسلاح في سبيل هذا الهدف ، ولكن لايوجد شريف فيهم اليوم يذكر تشرد الاف العوائل السورية في البلدان المجاورة ومعاناتها وخراب سوريا وانهاك جيشها ،وعندما اصطفوا مع الصهاينة ينادون بتدمير السلاح السوري لم يكن احد فيهم يشير ولو اشارة الى السلاح الصهيوني الذري والكيمياوي والبايلوجي الذي يخزنه الصهاينة لهم وليس لسواهم ، واصطفوا من جديد لتدمير حزب الله ودفعوا الأموال من اجل هذا الهدف ،ولابأس ان تدخل لبنان خانة التدمير ،والتي يسمونها الربيع العربي ما دام مثل هذا الأمر ينال من حزب الله .
واليوم سيحققون الأمن القومي العربي في شعب اليمن وبعد تدمير البلاد وتحطيم ما فيها من قوة سيتركونها الى القاعدة والأرهاب والحرب الأهلية ،بحجة الدفاع عن الشرعية .
أي شرعية :
في مصر اسقطت بالأمس القريب الشرعية بانقلاب واليوم تصطف في حلف للدفاع عن الشرعية في اليمن رغم ان رئيس اليمن مستقيل ولا يشابه حالة مصر .
والعرب الذين تنادوا في قمة ضد اليمن يظهر انهم سيقبلون دول أخرى مثل الباكستان في الجامعة العربية التي كانت بالأصل فكرة بريطانية ،لأجل تحقيق النصر المؤزر على شعب اليمن !