قدرات متميزة للعراقيين

 

مشاركات واندفاعات العراقيين للمشاركة في معركة تحرير ما اغتصبه تنظيم داعش من اراض ومدن عراقية ، لم تـــــقتصر على المشاركة والتطوع للقتال في جبهـــــــات القتال بل تعـــــددت الوانها واشكالها من التبرع بالدماء والارزاق والدعم اللوجستي الى تصنيع وابتكار  اسلحة مخــــتلفة لدعم المقاتلين من الحـــــــشـــد الشعبي الذين يشاركون في العمليات العسكرية ضد عــــــناصر تنظـــــيم “داعش” . فقد تمكن مواطنون في محافظة البصــــــرة من اعادة تأهيل دبابات ومدرعات قديمة مدمرة او معطوبة واعادتها للخدمة ، لغرض المشاركة في الحرب ضد عناصر تنظيم داعش في المحافظات التي تشهد عمليات عسكرية ساخنة ورغم بساطة عملهم لكنهم تمكنوا من اعادة تلك الدبابات والتي قد تستطيع التقدم لدحر العصابات الارهابية من عناصر داعش . كما تم تحوير بعض الناقلات العسكرية وتحويرها الى دبابات مقاتلة جاهزة للقتال و تجهيزها بأسلحة وصواريخ . وقد جرت هذه المبادرات بالتنسيق مع دائرة البيئة تحسبا” من تلوث بعض القطع العسكرية بإشعاعات الاسلحة الامريكية التي اطلقتها قوات الاحتلال عام 2003، حيث تم فحصها وهي في الاساس مفحوصة ولا تحتوي على اي مواد مسرطنة  .

 

وفي مدينة الديوانية اخترع الطالب الجامعي مصطفى فاضل جهاز روبوت لتفكيك العبوات الناسفة . وفي كربلاء قام مجموعة من الشباب بتصميم طائرة تجسس بدون طيار ، عرضت في معرض نقابة المهندسين العراقية . تكلفة صناعة الطائرة يتراوح ما بين الـ200 الى 500 دولار ويمكن استخدامها لخدمة الجانب الأمني و تحميلها  بكاميرات لمراقبة  الحدود او الصحاري ولا تكلف الا الشيء البسيط مقارنة بالطائرات التي تستخدم بالوقت الحالي”.. وقام باحث عراقي شاب بصناعة روبوت قتالي وطائرة مسيرة واخرى بمحرك واحد في السماوة .. كل هذه الانجازات الرائعة تشير وتؤكد قدرات العراقيين وكفاءاتهم المتميزة على ولوج حقل ومجال التصنيع العسكري لدعم ورفد جبهات القتال ضد الارهاب بمختلف انواع الاسلحة وبما يتلاءم ومتطلبات المعركة مع الارهاب ، خصوصا” اذا ما علمنا  أن الصناعات الدفاعية العسكرية تعتبر واحدة من مرتكزات وأعمدة القوة والمنعة  لأي دولة ذات سيادة ، اذ تشكل رافدا” من روافد دعم القدرات الامنية الداخلية والخارجية كما أن الصناعات الدفاعية العسكرية تعتبر رافدا” من روافد الاقتصاد الوطني ، وذلك لتوفيرها مبالغ طائلة من العملة الصعبة بدلا” من ذهابها الى مصادر خارجية للصناعات والتكنولوجيات الدفاعية ، كما أن الصناعات الدفاعية تتيح مجالا” واسعا” للابتكار والتطوير ليس فقط في الجوانب الامنية والعسكرية ولكن في الفروع العلـــــمية والتصنيعية الاخرى ، واخيرا” وليس آخرا” فان الصناعات الدفاعية تعتبر مجالا” رحبا” وواسعا” لتوفير فرص العــــــمل فــــي مختلف الاختصاصات والتخصصات العلمية والفنية والادارية … ومن الجدير بالذكر ان معظم دول العالم وبما فيها دول منطقة الشرق الاوسط والدول العربية بالذات تمتلك على قاعدة مادية وعلمية لصناعات دفاعية وعسكرية مختلفة تقوم بالإشراف على وادارة منظومات تصنيع معــــدات واسلحة مختلفة ..

 

ولا يخفى علينا أن دول منطقة الشرق الاوسط والدول العربية منها المجاورة للعراق تبذل جهودا” كبيرة مع تخصيصات مالية كبيرة لتطوير صناعاتها الدفاعية المختلفة ، مما يجعلنا ندعو الى عودة العراق الى اللحاق بركب الصناعات الدفاعية واعادة تفعيل منظومته الصناعية وتقليل اعتماده على المساعدات العسكرية الخارجية ، في وقت تتصاعد حاجتنا لوجود التكنولوجية الضرورية للقيام بذلك وهي مختلفة جدا عما كان عليه الحال قبل 20-30 عاما مضت”.