إنا سجين رأي سابق

 

 

لست ادعي انني اسوق العنوان و المضمون لغاية في نفسي، ابدا، وابدا لم اكمل معاملة تظلم من اي نظام، رغم ارتياحي الابدي لمعارضتي المسلحة كبيشمركة ضد نظام مثل نظام صدام حسين، ورغم تقديسي الشخصي لكل مغبر مصفر مقبل غير مدبر في معارك الشرف في حلبجة و بينجوين وسيد صادق و سبيلك و حاجي عمران ومحور الفرع الاول و الثاني عشر والرابع و محلية حلبجة الشهيدة، الى كل اولئك، والى كل قيادة سياسية وعسكرية منا ومن اصدقائنا الذين قضوا نحبهم و المنتظرين، لهم مني كل سلام ومحبة و اشياق لقاء وحديث.

 

لي هنا ان احكي بسرعة عن تجربتين، معتقل، منفرد في دولة قريبة، وسبب اعتقال، وشعور معتقل، وغرابة نتيجة!.كتبت يوما تقريرا صحفيا عن وضع عوائل عراقية لاجئة من بطش، واقعة بغربة وجبرية دور في المنفى، ولأن الغيب امتحان، ولأن كثيرين من دعاة قيادة كانوا اوطأ من صدام، فقد تنكروا لمن تجارتهم هي مأساة رعايا من عراقيين!.تم نشر التقرير، وتم نشري ايضا، نعم نشرت في طلب استجواب تحول لأعتقال، ثم استجواب، ثم استنطاق، ثم تجويع في غرفة منفردة، ثم تسهير، ثم تعليق، ثم جلد بين يوم واخر.لم يرد التقرير في الاعتقال ولا التحقيق، وقدمت لقاض اشهد وشهدت بحياديته و جرأته، سأني: هل ضربوك؟

 

قلت: نعم.

 

قال: انت حر.

 

كنت في منفرد الغرفة التي قضيت فيها ما زاد على سنة اتقاسم حبات الرز مع نمل الغرفة، واجبرت على دخول الحمام دون رغبة بقضاء حاجة، ومنعت من الحمام ساعة الحاجة!.

 

لكني ما ندمت ولا ندمت على تقريري، ولا ندمت ولم اندم على معارضتي وحملي للسلاح، لكني ايضا فهمت معنى ان تعارض حاكمك بالجبر الذي يمارسه، دون ان ترتمي بحضن من يدعي انه يناقضه!.

 

واجزم ان اي مستوعب لمثل حالي ان كان مر بها يدرك ان لا مجال للنهوض بمأساة شعب معطل مستلب الارادة، الا ان يتجاوز سنن نظامه السابق و يجانب سنن مشابهيه من انظمة بالمنطقة.ما يؤذيني، هو حال التكرار لأساليب عارضناها وسالت لأجلها كرامتنا و دمانا، لكننا نعيدها بقناعة التجريب ونقترفها بغاية الترهيب، وان تجد بنفس الوقت الكريه مشرعينين لها تقيء بهم برامج تلفزيونية بليل ونهار، لا مقدمها ولا معدها ولا ضيفها من الامر في شئ!.

 

لست نادما على ما فات، لكني لا اريد ان ندم على القادم الذي لايبشر بخير في وقت تزاحم وجوه لا تقدم خيرا.رجاءا، اكنسوا التلفزيون من عاملي المطاعم السابقين، وعاملات التعقيب للمعاملات السابقات، وعاملات صالونات الحلاقة، اولئك ليسوا صورة لعراق جديد، بل لعراق اخر، عراق يسوده اللغو والبشاعة في الطرح والفكر والشكل!.

 

ارجوكم دعونا نشعر بالراحة ولو لشهر من ان مئات الوف الشهداء لم يرحلوا لتحل تلك الوجوه على عيون العراقيين كل ساعة لتنعق وتنبح وتكذب بأسم ما تبقى من ارض وشعب ومال ودين!.