مقبرة ومقهى
لم أستغرب كلام المسؤول حين قال لي " اكتشفنا خلال اليومين الماضيين كوارث رياضية ستزلزل العروش الرملية لرؤساء الأندية الوهمية ومن تعاون معهم ومرر ملفاتهم الفاسدة في أروقة الشباب والرياضة بهدف الحصول على المنحة المالية التي تقدمها الوزارة وان كانت المنحة من الدرجة الأخيرة في التصنيف الوزاري ، حيث لم يعد هذا الأمر خافياً على أحد من العاملين في الوسط الرياضي ولطالما صدحت أقلامنا وتعالت أصواتنا في ضرورة كشف زيف هذه الأندية ومن يرأسها ومن أتخذ منها تجارة رائجة في كسب المنافع الشخصية على مدار الأعوام السابقة ، حين تكون الأندية فقط كتب رسمية على رفوف الدوائر المعنية ولا وجود لها على أرض الواقع ، وما يؤسفنا حقاً إن الوزارة صحت مؤخراً بعد سبات طويل لتكتشف هذه الحقيقة المُرة والمؤلمة والتي سببت الأزمات الرياضية والتخلف وأكواماً من الجهل المدقع ، وإلا ماذا يعني أن تكون إحدى المقابر مقراً لنادي يقال عنه رياضياً تمارس فيه الألعاب الرياضية ما بين القبور ، وماذا يعني أن تتخذ إحدى الادارات الوهمية من مقهى شعبي مقراً لإجتماعاتهم ، وماذا يعني أن يرفع رئيس النادي الوهمي يافطة تحمل اسم ناديه على كشك متهريء لشرطة المرور رمت به على قارعة الطريق بعد إعادة تأهليه وصبغه ، وألم يفكر يوماً ذلك المسؤول كيف وصل عدد الأندية في العراق إلى مئات الأندية وكيف تم تصنيفها ومن زارها وتفقدها ورفع توصيات زياراته، أم ما وراء الكواليس ما هو أعظم وأمر من القضايا المعلنة والمعروفة للقاصي والداني .

غربلة الأندية ضرورة ملحة ستقضي على براثن الجهل وأدران التخلف العالقة بالجسد الرياضي العراقي وستصنع لنا أندية أنموذجية قادرة على النهوض بواقع الرياضة العراقية ، وحتماً ستكون قاعدة صلبة لمختلف الفعاليات الرياضية بعد أن يتم تطبيق مقترح حصر الولاية الإدارية فقط بمرحلتين وصعود من هو الأكفأ والمؤهل لمسك زمام الأمور بنوايا صادقة تضع المصلحة العامة فوق المصالح الضيقة