المحلل ذو الجلباب الأصفر

 

هناك بعض المثقفين ومن هو  مثقف متمكن ويتمتع بقدرة المناورة في حواراته ويحاول ان يضفي هالة امتلاك الحقيقة او اغلب اجزائها في ارائه ..لكنه في اغلب الحوارات الثنائية او الثلاثية لا يتعامل بشكل ايجابي مع المواضيع المطروحة فهو اما يراها كلها باطلة وليس فيها حق نسبي وهذه كارثة انك تتناول موضوعا معقدا لا يمكن ان تخرج بحصيلة سوى الصفر ازاء كل ما يطرح وهو لا يسلم بأي محور صحيح يطرح في النقاش وما معناه لا توجد منطقة يمكن الاحتكام اليها او  رمادية اما  اسود او ابيض والجدل لا يقوم على هذه الاسس القائمة على التسليم بالبديهيات والمقدمات والوصول الى نتيجة منطقية للحوار لكننا نرى العكس من بعض المحللين السياسيين  وهذا نوع من السفسطة التي يلجأ اليها البعض في اقناع الاخرين ومعروف إن السفسطة تستخدم اساليب موهمة من اجل إن تقنع الاخرين باستنتاجاتها الخاطئة بطريقة الخداع والتسويف وبالتأكيد مثل هذا المحلل يحاول توظيفا ثقافيا للطائفة او الحزب او العرق لتحقيق اهداف تبتغيها تلك المسميات ولهذا نرى في كل حواراته منذ التغيير والى الان لم يذكر حسنة واحدة للتغيير السياسي الذي جرى في العراق في كل احاديثه ونقاشاته فهو يستخدم مصطلحات ولازمات لا يريد منها فكاكا مثل الاحتلال والمقاومة والتحرير  والتهميش  والمتآمر والخائن والعميل والمرتبط بأجندة خارجية والإقصاء والإرهابي وغيرها كثير وحتى إن وجدت في هذه الافعال وتم تغييرها فهو يصر على ترديدها او ابتكار مفردات تتلاءم مع الوضع الحالي   وهو من النوع الذي يكرس مفاهيمه وأطره بأسلوب حضاري لقوى التطرف والإرهاب والفساد والنفوذ والاستقطاب السياسي وهذه الشخصيات خطرة جدا على المجتمعات لأنها تبدو ناعمة الملمس وسهلة الهضم لكنها تبث انفاسا كريهة قد تؤدي الى اختناق احيانا اما مسالة كونه باحثا او محللا سياسيا  فهذه مسالة محيرة والباحث لا يمكن ان يتحيز لجهة معينة على حساب اخرى انما إن يكون منصفا وان لا يخضع للأطر الحزبية والطائفية والعرقية  وعليه ان ينظر لأي موضوع يطرح من كل الجوانب وبشكل حيادي وموضوعي وليس من وجهة نظره الشخصية فقط وإهمال مسوغات الاخرين انا  اقر ان الباحث هو من يبحث في كل ادبيات الاخرين حتى يكون محصنا من الاخطاء اما فقط يجيد صناعة الكلام وتبويبه ولديه المقدرة على التلاعب في الالفاظ وما إن يرى رأيا يطيح بما يقول ينفعل ويفقد التأثير في الحوار فهذا ليس محللا ولا باحثا وفي احيان كثيرة  تنقلب النقاشات والمحاورات الى سجالات عقيمة ولا تفضي الى هدف محدد لعدم الاكتراث بسماع وجهة النظر الاخرى بتركيز واهتمام وتمعن ما يطرحه المقابل  فقط  يستمر الاسترسال في الكلام مع عدم الالتزام بأدب الحوار رغم وجود مقدم الحوار ومديره ألا انهم يتمادون في الانفعال الى درجة الشتائم من اجل إن يقنع احدهم الاخر وبذلك يفسدون على المشاهد متعة الاستماع للموضوع ومن ثم تأثير الحوار عليهم  .