الخليج بين مخالب البنتاغون ...تداعيات سياسية خطيرة لا تخطر على البال

متغيرات سياسية خطيرة تلوح في أفق الأقطار الخليجية، وتنذر بوقوع كارثة حقيقية لا تخطر على بال الجن الأزرق، فكل المؤشرات التي سنستعرضها هنا توحي بأن مصيرنا سيكون مثل مصير قبائل الموهيكانز في الشمال الكندي، أو مثل مصير قبائل المايا، الذين تعرضوا للفناء في غابات الأمازون بحراب العصابات الإسبانية الاستكشافية، التي منحت نفسها حق استباحة دماء الهنود الحمر، السكان الأصليين، حتى كادت تفنيهم عن بكرة أبيهم، وصارت أرضهم ملكاً صرفاً للمجاميع الأوربية الهمجية الزاحفة نحو القارة الجديدة، بشقيها الشمالي (أمريكا الشمالية، والجنوبي (أمريكا الجنوبية).

ربما كانت الكاتبة الاستقصائية (تانيا حسو) أول المتنبئين بوقوع حقول النفط الخليجية بين مخالب البنتاغون، فقد أصابت كبد الحقيقة في مقالتها التحليلية، التي كتبتها في الثاني عشر من تموز (يوليو) 2004، تحت عنوان (الخطط الأمريكية لاحتلال السعودية)، ونشرتها في صحيفة (وزدوم فند)، عندما شبهت سواحلنا الخليجية بخارطة (الألدورادو الجديدة)، بمعنى أن سواحلنا الغنية بالنفط والغاز. باتت مرشحة أكثر من أي وقت مضى للتقسيم والضياع بأدوات البنتاغون، مثلما سقطت حضارة الألدورادو (مملكة الذهب) بأدوات الأرمادا الأسبانية. (راجع مقالة تانيا في الأسفل)

لقد انتشرت قطع الأسطول الأمريكي بفرقاطاتها وحاملاتها وغواصاتها وبوارجها، في طول الخليج العربي وعرضه، فتمددت من مدخل شط العرب حتى مضيق هرمز، ومن مضيق هرمز حتى مضيق باب المندب، ومن مضيق باب المندب، حتى مضايق تيران والسويس، وصارت هي التي تُخضع ناقلات النفط والسفن التجارية للتفتيش القسري في عرض البحر، وهي التي تستجوبها عند مقتربات الموانئ العربية، وتبسط نفوذها على المسالك الملاحية المؤدية إليها، وتوسعت قواعدها الحربية في خطوط التماس البرية، حتى فاق تعدادها تعداد الجيوش الغازية في كل الحروب والمعارك القديمة والحديثة.

لقد كشف هنري كيسنجر عن تفاصيل خطته، التي نشرها على صفحات مجلة (هاربر) باسمه المستعار (الجندي الغامض)، والتي تضمنت احتلال حقول النفط العربية من رأس البيشة إلى رأس الخيمة، وتضمنت أيضاً الاستعانة بخبراء نفطيين من تكساس وأوكلاهوما لإدارة حقول النفط والغاز، وطرد السكان الأصليين من ديارهم، أو إجبارهم على العيش بين كثبان الصحراء.

وردت هذه الأفكار الشيطانية في دراسة أعدها مركز الدراسات العليا بجامعة هارفارد، تضمنت السبل الكفيلة للسيطرة على النفط العالمي، وكان من الطبيعي أن تسعى أمريكا منذ سبعينيات القرن الماضي عندما أعلنت عن وقف التعامل بنظام النقد الدولي، وأوقفت تبديل الدولار بالذهب، فكسرت اتفاقية بريتون وودز، وخرقت الاتفاقات الدولية المعقودة بينها وبين حليفاتها من الدول الغنية، وأصيب عالم المال بذهول شديد جراء هذا القرار، الذي أبعد الذهب كلياً عن ساحة التعامل النقدي، وأقر النفط ليكون على قمة الاقتصاد الدولي من كافة الوجوه. فأصبح النفط العربي هو الغطاء الحقيقي للدولار، وهو السر المعبر عن قوة إمبراطوريتها، وبالتالي فأن الحروب النفطية التي خاضتها أمريكا في حوض الخليج العربي، أو التي كانت طرفاً فيها، لم تكن من باب الصدفة.

لقد بدأت أمريكا باحتلال العراق وأفغانستان، ونشرت قواعدها الحربية في قلب الخليج العربي (في قطر)، وصارت هي التي تمارس الإرهاب بذريعة مكافحة الإرهاب، ثم سارعت إلى تعزيز قوة الانتشار السريع (في فلوريدا)، وهي القوة المميزة بألوانها الصحراوية، والمدربة للتدخل السريع في بلداننا الخليجية، والتي تعرف الآن باسم مركز القيادة الوسطى، ويختصرونها بكلمة (سنتكوم)، وما أدراك ما سنتكوم ؟.

والله يستر من الجايات