هل ينفذ اوباما مالا يريده الصهاينة


لايمكن ان نستقرأ الأحداث دون ان نستعيد شريط التاريخ ، أولا ً لنحدد المواضيع التي جعلتنا نتناول هذا العنوان، وهي من مواضيع الساعة الملحة الآن ومن ابرزها :
- جدية علاقة امريكا مع العراق ، وهل ان امريكا تريد عراقا ً امنا ً مستقرا ً يستعيد عافيته ويعود الى طريق البناء والأعمار .وهل ان امريكا تعمل بهذا الأتجاه ،وهل امريكا تملك قرارها في هذا الأتجاه وان لديها استراتيجية واضحة فيه .
- التوقيع على الأتفاق النووي مع ايران ، ومدى استقلالية القرار الأمريكي في هذا المجال .
- العلاقة مع الخليجيين التي أصبحت علاقة نفعية تستفيد فيها من بيع السلاح ،ودفع للخليجيين بأتجاه تنفيذ مآرب خاصة لاتخدمهم وتضر بمصالح شعوبهم وتلحقهم سريعا ً بركب الدول العربية المحطمة ،كما هو الحال في اشتراكهم في دعم وتمويل الجماعات المسلحة في طول البلاد العربية وعرضها ،وكما في الحرب الأخيرة التي تشنها السعودية على اليمن وكما في علاقاتهم المتوترة بايران التي لها اطول حدود معهم وجيرة طويلة .
تريد العراق ولكن معلولا ً :
انها اشكالية توضحها الأحداث المتلاحقة منذ عام 1990م ولحد اليوم ،فأمريكا عينها على العراق الذي يمثل أكبر خزان نفطي لايزال بكرا ًلم يستغل سوى جزء يسير منه ، كما انه يمتلك ثروات نفيسة أخرى هذا عدا انه دولة محركة تتوسط اخطر منطقة في العالم هي الشرق الأوسط ، غير انها بالمقابل لم تسمح للآخرين بالتقرب اكثر منها للعراق ولم تساعد العراق على النهوض من كبوته التي صنعتها هي وحلفائها ، وجعلت نفسها مكروهة من العراقيين بعد ان برزت كدولة محتلة طامعة وبشكل جلي بعد حرب 2003 م مما شجع المقاومة ضدها ، لقد شاهد العراقي الدمار والسلاح المتطور الأمريكي وقدرته على القتل والفتك ،ولكنه لم يشاهد محطة طاقة امريكية او جسر او منشأ او معلم مهم يشير للمشاركة الأمريكية في البناء واعادة اعمار ما خربته آلتها العسكرية ، وبالتالي فعندما جاءت أوامر الرئيس اوباما بالأنسحاب فأنها رد فعل للمقاومة الشرسة التي تعرض لها الجيش الأمريكي وليس لتنفيذ ما وعد به الرئيس اوباما ايام الأنتخابات الرئاسية فقط .
الرئس اوباما يتجنب المواجهات :
ومع ان الرئيس الأمريكي كان يتجنب المواجهات الكبيرة المرهقة للأقتصاد الأمريكي ،وانه استطاع تخطي التدهور الذي آل اليه وضع الأقتصاد في بلاده من جراء مغامرات آل بوش ،غير انه يواجه بلوبي صهيوني شديد المراس في امريكا عامة وفي الكونكرس خاصة لايهمه ما ينتج عن الحروب التي تشنها امريكا من اضرار للمصالح الأمريكية بقدر ما يهمه الخضوع للتوجهات الصهيونية ورغبتها الشديدة في استغلال تمكن امريكا على الساحة العالمية لدك وتثبيت ركائز الصهيونية ودولتها في فلسطين وبالتالي فان دول مثل العراق وسوريا ومصر يجب ان تبقى بحال كسيح ،لاتقوم لها قائمة كلما امكن ذلك، وان توفرت الظروف فتجزئتها افضل الحلول وكذلك ايران ، اما الثروات النفطية وخاصة لدى العراق فهي ستؤول الى الخانة الأمريكية ان عاجلا ً ام آجلا ً وذلك بأستغلال الظروف التي ستخلق لأشغال تلك الدول بهموم جديدة ومستمرة وسيبنى ذلك على اتفاقات وتحالفات لقاء تقديم بعض الخدمات الأمريكية التي لاترقى الى العودة الى حالة التعافي والوقوف من جديد لأن بلدا ً مثل العراق يجب ان يبقى بحالة التقزم يحارب بعضه بعضا ً بأثارة الفوضى والأرهاب والنعرات المذهبية والطائفية .
وكذلك الحال مع ايران التي يقاتل الصهاينة اليوم ويواجهون المجتمع الدولي لرفض الأتفاقات المزمع ابرامها بشأن ملفها النووي ، وان على امريكا ان تواجه ايران كما فعلت مع العراق ولايهم ما يلحق بها وباقتصادها وبالمنطقة من دمار واضرار ما دام هذا يرضي الصهاينة ،اما الخليجيين فقد قاموا بالأدوار التي اوكلت لهم على احسن وجه وكانوا ممول وقواعد وموطئ قدم للقوات الأمريكية والغربية في جميع غزواتها للمنطقة دون ان يثير ذلك حفيضة اهلها ،اما الأن فيجب ان يأتي دورهم وينالهم ما نال العراق وليبيا وسوريا وغيرها ، والنتيجة النهائية ستتقزم جميع هذه الدول مقابل تعملق القزم الصهيوني الحالي .
هل يتمكن اوباما من كبح جماح الصهاينة ؟
لحد الأن فهو ماضي بالموازنة بين المحافظة على هدوء ومصالح بلاده (امريكا ) وبين ارضاء اللوبي الصهيوني الذي يستطيع النيل من الرئيس الأمريكي رغم انه لايحتاج اصواتهم لأستنفاذه دوراته الرئاسية ، ولكن من المتوقع انهم ينالون منه كما فعلوا مع رؤساء سابقين من مثل كندي ونيكسون وبيل كلينتون .
يقول جولدبرج في كتابه نفوذ اليهود أن اللوبي اليهودي في أمريكي قد لعب على مدى العقود دوراً قيادياً في صياغة السياسة الأمريكية في قضايا مثل الحقوق المدنية وفصل الدين عن الدولة والهجرة، توجهه لبرالية كونها خليط من التقاليد اليهودية وتجربة الاضطهاد والمصالح الشخصية. وبرز اللوبي بعد التحول الحاد في سياسة إدارة نيكسون تجاه دعم المساعدات العسكرية والخارجية لإسرائيل بعد حرب أكتوبر 1973 .
ويقول إدوارد تيفنان في كتابه اللوبي: نفوذ اليهود السياسي والسياسة الأمريكية الخارجية ،أنه تم تطوير اللوبي اليهودي الكامل الصلاحية عام 1943 في أعقاب مؤتمر بيلتمور والمؤتمر اليهودي الأمريكي الذي مثل المعتدلون فيه سيفن صاموئيل وايز، وهزم أنصار أبا هليل سيلفر اللجنة اليهودية الأمريكية، وتوصل مؤتمر بيلتمور إلى نتيجة لهدف المتطرفون في عمل كومنولث يهودي. وأصبح سيلفر الداعي إلى دبلوماسية ظاهرة القائد الجديد للصهيونية الأمريكية، ثم بدأ بتحريك المنظمات الصهيونية وأعاد تسميتها بالمجلس الأمريكي الصهيوني لطوارئ، وبدأ في تحريك اليهود الأمريكيين في حركة جماهيرية.