اللحمة الوطنية

 

 

شباب جميلون من الاعظمية يتجولون في الكرادة بوقت متأخر من الليل ، هم يتحدثون عن وجود اصدقاء لهم هنا ، يبدو ان هناك زيارات متبادلة بينهم ،البطل الدولي السابق في رياضة الملاكمة فاروق جنجون يقول ، كانت امي تحفزني على محبة الجميع بلا استثناء هي تضيف في بينتا اغلب اصدقائي وتقدم لهم الشاي والحلوى وتقول بقلب يتسع لمحبة كل ابناء الشعب العراقي ، هؤلاء هم جمهورك ومحبيك وعشاقك يافاروق كن لطيفا وودودا وحنونا  معهم لانهم سندك ومن يقف معك في السراء والضراء ، عندما كانت امريكا تحاول ان تحرق  العراق من شماله الى جنوبه بنيران الطائفية كنا نتصل بشكل يومي بجميع أصدقائنا الموجودين في الرمادي والاعظمية والانبار ونحن نعرض عليهم تضييفهم في بيوتنا ، الان هناك تلاحم كبير ومصيري بين ابناء العشائر الاصيلة في المناطق الغربية مع رجال الجيش والحشد الشعبي الابطال ، هم  يضعون ثقتهم بهؤلاء المضحين من اجل الدفاع عن ارض الوطن الغالية ، كلنا نتذكر الشهيد عثمان العبيدي  البطل العراقي الشجاع الذي خرج من بيته في الاعظمية وهو يرى مشهدا مروعا حيث يبتلع النهر اجسادا من النساء والاطفال والشيوخ والشباب هو يتوكل على الله ويرمي جسده الغض في النهر لانقادهم ، الشهادة التي نالها عثمان ستبقى خالدة في الاذهان دائما ، نحن لانثق بالحكومة الامريكية هي عدوة الشعوب هكذا كان يردد معلم اللغة العربية الاستاذ الكردي عبد الله . اليوم ابناء الجنوب يضحون بأرواحهم الغالية من اجل تحرير المناطق الغربية من دنس داعش .في محكمة الاعظمية يقول القاضي ، يوميا نشهد عقد قران لزيجات من طوائف ومذاهب مختلفة يرتبطون ببعض هي حالة طبيعية ليست هناك مشاكل بين الطرفين ، نحن اليوم بأمس الحاجة الى هذا التلاحم الوطني والانساني والاجتماعي ومايقوله السياسي المغرض الذي لايكون امينا على وطنه وشعبه يرفضه  المواطن ، العدو الذي يزرع عبوة في الشوق الشعبي والانتحاري الذي يفجر جسده  العفن وسط حشود من الناس الابرياء هو يستهدف الجميع بلا استثناء وبلا تمييز بين سني وشيعي ومسيحي ، لذلك يكون مطلوبا من الجميع استشعار هذا الخطر والذي مصدره عدو للشعب العراقي وبالتالي يجب ان نكون عيونا تراقب الاشخاص المشبوهين حفاظا على ارواحنا جميعا ، الرحمة لكل الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن ارض العراق الطاهرة والشفاء العاجل لكل الجرحى والمصابين وعودة العوائل النازحة الى بيوتها امنة ، هو عراق الجميع ومستقر الجميع ووطن الجميع .