سنصفق للحكومة إذا .



عندما يُضرب شعار: (العدل أساس المُلك) بالحذاء، ويحل محله شعار: (المحاصصة أساس الحكم)، يتوقف الزمن وهو يرتدي ثوب الحداد، وتسير الحياة وفق قانون: (هذا لكَ، وهذا لي، وللفقراء الموت الزؤام)، فمنذ دخول (المحاصصة) الى العملية السياسية، وهذه العملية تسير عرجاء، وتنتشر في مفاصلها جراثيم الفساد، والاتهامات المتبادلة، والسرقة المفضوحة، والنهب المكشوف، والقتل على الهوية، واعتماد منهج التسقيط والتشهير بكل وسائل الخسة والدناءة، وبالتالي أفرز هذا المبدأ النغل فوضى شاملة، وفجيعة كبرى دفع ثمنها الفقراء، بينما ظلت الأطراف المتحاصصة تنعم بخيرات الشعب، وتتلاعب بمقدراته دون حساب أو رقيب، ومع التغيير الذي حصل على خارطة الاقتصاد العراقي، وما رافقها من انتكاسة في أسعار النفط، وفي صفقات التسليح، واحتلال مناطق من جسد العراق على يد عصابات داعش الإجرامية، بدأت الحكومة في معالجة العجز الحاصل لديها، وبدأت الخطوات الأولى لهذه المعالجة تستهدف اللحم العراقي، وتمد يدها إلى جيوب الفقراء، وتحث الجميع على دفع المواطن إلى المزيد من الذل والفقر والمرض، وبدأت مرحلة شد الأحزمة على البطون تلقي بثقلها على كاهل المواطن المهمش المسكين، بينما ظلت ظاهرة نفخ البطون على حالها دون أن يقترب منها أحد، وبقي المتنفذون ينعمون بالمال الحرام، والكسب اللا مشروع، وبدأت مرحلة المعالجة تسير على سكة الاعوجاج، فاجتهدت وزارات، وتحركت رؤوس، واجتمعت أحزاب، وكلها تعالج الأزمات على حساب الشعب، وكانت وزارة الكهرباء السباقة في هذا المضمار، فقد اجتمع أطرافها، واجتهد أقطابها، وأخرجت قرارها التاريخي برفع تسعيرة الوحدة الكهربائية، وعلى طريقة: (تمخض الجبل، فولد فأراً)، ومع صدور القرار هبّت الجموع تندد، وبدأت الوزارات الأخرى تستنكر، وخرج المحافظون يعلنون عن أسفهم، والبعض منهم شهر سيفه، وراح يهدد، وأصبح الصراع يدور بين فريق نظيف اليد، نقي السريرة، وبين وزارة الكهرباء الملوثة أقدامها بسرقة المال العام، في الوقت الذي يعلم فيه شياطين الأنس، وعفاريت الجن، ويرى فيه العاقل والمجنون، أنّ جميع الوزارات وعلى رأسها وزارة الكهرباء، قد عبث فيها الفساد حتى ابتلع جذورها، وأن جميع المحافظين ومجالس المحافظات، أخذت من لحم المواطن ودمه وكرامته ما يخجل الصغار والكبار، وأن التنديد والشجب والرفض، ينبغي أن ينصب على رأس الفساد المتمثل في المحاصصة، وتجفيف منابعه للتخلص من كل المحن والويلات التي يمر بها الوطن والمواطن. وزارة الكهرباء مارست ظلماً وعدواناً على الفقراء، وبقية الوزارات، وكل ما يتعلق بفروع الحكومة مارست ظلماً وعدواناً على الشعب، والعملية السياسية برمتها تحتاج إلى معالجة حقيقية جادة، بعيدة عن عمليات التجميل، وبعيدة عن شعارات الكذب والدجل والنفاق، لقد آن الأوان أن تلتفت الحكومة إلى نفسها، وتمتلك الجرأة، وتتخذ موقفاً شجاعاً لمعالجة الأمور بطريقة بعيدة عن ظلم المواطن والاستهانة بكرامته، سنصفق للحكومة، ونهتف بحياتها لو نقلت خطواتها في هذا الاتجاه الصحيح.