هل لمسؤولو الاقتصاد ضمير حي؟

من منا لم يشاهد او يقرأ موضوعا عن قضية تتعلق بالفساد ولا يتألم.. قبل ايام كنت اشاهد برنامجا تلفزيونيا اظهر فيه عضو مجلس النواب وثائق كفيلة بادانة اشخاص يمتلكون شركات مالية ومصرفية مارسوا من خلالها ابشع طرق الاحتيال لشراء العملة الصعبة من العراق خلال فترة قصيرة.
الذي يدور في ذهننا ان المتهم الابرز في هذه القضايا هو المسؤول نفسه لانه قد اتضح لنا ان الكتل السياسية هي من تشترك في هذه القضايا. 
لا اعلم ان كانت البحوث الاقتصادية وكتاباتنا التي نكتبها اسبوعيا قد تقرأ من المسؤولين ولكن لا يمكن لي ان اشك ولو للحظة واحدة ان المسؤولين يصبون اعينهم على الاموال الطائلة ويسعون الى الاستحواذ عليها ، في وقت لم يفكر احدا منهم في انقاذ اقتصاد البلد خاصة واننا قد يتم وضعنا في القائمة السوداء لجريمة غسيل الاموال بسبب الفساد.
اطلعت مؤخرا على بحث بأسم الاثار الاقتصادية للفساد الاقتصادي للدكتور يحيى غني النجار حيث اكد ان الفساد يعمل على منح المكاسب غير المشروعة للمسؤولين مما يشكل حافزا للتعلق باهداف السلطة ويجعلهم يدفعون بلدانهم الى اعماق اشد غورا في القلاقل السياسية والاقتصادية كما يعمل على تشويه الانفتاح على السوق والاصلاحات المززة بالديمقراطية بالنسبة للبلدان المتحولة ، اضافة الى ان الفساد يعمل على تشويه التجارة الدولية والتدفقات الاستثمارية ويسهل انشطة الجريمة المنظمة مثل غسيل الاموال.
كلما كان المسؤول عام السلطة في توزيع منفعة او تكلفة ما على القطاع الخاص فأن حوافز الرشوة تتولد اعتمادا على حجم المبالغ والتكاليف الواقعة تحت سيطرة المسؤولين العموميين وعلى استعداد الافراد والشركات الخاصة بالدفع مقابل الحصول على تلك المنافع او تجنب التكاليف.
وبذلك فأن الفساد يؤثر على الاستثمار المحلي والاجنبي المباشر فضلا عن تأثيره على النمو الاقتصادي وعلى حجم وتكوين الانفاق الحكومي لان الفساد يؤدي الى زيادة حجم الاستثمارات العامة على حساب الاستثمار الخاص اضافة الى ان الفساد يشوه النفقات العامة بعيدا عن حاجة الصحة والتعليم ، ويقلل من انتاجية الاستثمارات العامة والبنى التحتية. 
سؤال يراودني ،هل من المعقول ان المسؤولين في دولتنا العليا وخاصة من يديرون اقتصاد بلدانا لا يعلمون بنتائج وتأثير الفساد على البلد ؟ ام ان واجبهم المتعلق بسرقة الاموال لا يجعل لهم ضمير حي يصرخ من افعالهم الشنيعة..
فليدرك جميع المسؤولين من لم يحاسب امام عدالة البشر فأنه سيحاسب امام عدالة الله.