جحا: ضاع عزت وحماري والحمد للباري!
العراق بلد عظيم وما ينبغي أن يقال لهؤلاء المتصيدين بالماء العكر ماذا تنتظرون؟، ألم تتحرك فيكم معطيات الإنتماء الوطني؟، هل مازلتم تعيشون الحلم القديم المتهالك، الذي ولى مع الطاغية بلا عودة؟، لقد سقط ديجوركم المظلم كالكلب الأجرب، وقضية بعثكم الدموي ستموت للأبد، لأن أسنان الملعون عزت الدوري سقطت أيضاً، ولن يستطيع لفظ إسم (صدام) أبداً فإن كان حياً سيلفظه (ثدام)!، وهذا ما لا يرتضيه جحا له!
نحمد البارئ عز وجل على أن سحنتهم القذرة قد غادرتنا الى يوم يبعثون، لأنهم لم يتركوا لنا إلا هذه اللهجة أيام زمنهم، الذي لا يعرف إلا الإعتقال والمداهمة والقتل، لكوننا من طائفة أخرى ما أنزل بها من سلطان حسب زعمهم الخبيث، حينها سيكون حسابهم قد أنهى حساباتك مع الأخرين، وتذهب حيث لن تعود، حتى أنهم يمنعون إقامة مجلس عزاء على روحك المغيبة رغم عقلك الحر.
ذات يوم ضاع حمار جحا، فأخذ يصيح وهو يسأل الناس عنه: لقد فقدت حماري والحمد للباري! فقيل له: هل تحمد الباري لضياعه فقال: لو أنني كنت أركبه لضعت معه ولم أجد نفسي!، ففي كل الأزمنة الحمقى والمهرجين متشابهون، وإن إختلفت أسماؤهم فإن كان المفقود في عالم المقاومة المزعومة دفاعاً عن السنة، عزت الدوري أو علي حاتم السليمان أو قصي الزين، فهم مجرد حمير لا أكثر
وصف الأشياء الواقعية في الحياة، من خلال الإثارة والرهبة، والدهشة والحيرة والحقد، والتوحش والتطرف، وأخيراً التكفير، هو جل ما أجهد النظام البائد نفسه، في تعليمه للرفاق الحمير، الذين شاركوا قائدهم الضرورة، الوحشية والعنف وجنون العظمة، حتى باتوا حمقى على طريقة جحا، الذي لا هم له إلا حماره، ولم يفكروا في لحظة موت قادم إليهم، فسيدرككم الموت، ولو كنتم في بروج أو مخابئ أو جحور نتنة.  
أفعال المسخ عزت الدوري مجرد عنف بدائي، يحمل كثيراً من الفوضى والإرتباك، لدرجة توقع فيها أنه محارب حكيم، يستطيع إدامة الصراع في تكريت أطول فترة ممكنة، لكنه كعادته يعيش ركاماً من الأوهام الكاذبة، في محاولة بائسة لإعادة الأمل البعثي الفاسد، المتوشح بدماء الأحرار والأبرياء على مدى أربعة عقود من الزمن الغابر، دون أن ينتبه الى أن العراق أعلن صرخته: لا للعودة الى الوراء لا للطغاة.