"الغرداية" شرارة الإنفجار المرسوم في الجزائر

 

عندما كان  الرئيس الفرنسي السابق المتصهين  ساركوزي في الحكم عام 2012 ، قال قولة مشهورة تنم عن خبايا نفس مأجورة ، أن العام 2013 هو عام الجزائر ، وكان يعني وحسب المخطط المرسوم لمنطقتنا العربية  منذ ما سمي زورا وبهتانا "الربيع العربي"،أن الإنفجار سينتقل إلى الجزائر عام 2013 ، ولكن الله سلم  وجرى ضبط الأمور ،لأن  المخطط  وعلى ما يبدو  لم يسر كما هو مرسوم له .

وكما هو معروف فإن خللا كبيرا  أعاق تنفيذ المخطط  ، وفي مقدمة صوره فشل  عملية التغيير في سوريا وصمود النظام بدعم من  مراكز الضغط اليهودي في أمريكا وأوروبا  ، بدفع من  حليفته القديمة "مستدمرة "إسرائيل ، إضافة إلى فشل  التغيير في مصر ونكوص الإخوان المسلمين   بعد الإنقلاب العسكري  الذي قاده  السيسي ، وهو كما هو  معروف  وزير الدفاع الذي عينه الرئيس المعزول  مرسي.

نعود إلى  المغرب العربي وبالتحديد الجزائر ، وإلى ما قاله  المتصهين ساركوزي الذي جدد صهيونيته مؤخرا بزيارته لمستدمرة إسرائيل ، وتصريحاته  المشينة بحق الفلسطينيين ، وأن "إسرائيل " لليهود فقط ، ولا أدري هل هناك رابط بين موقفه وموقف الحكم الفرنسي الحالي بقيادة أولاند ، وأعني بذلك تراجع فرنسا  عن قرارها بخصوص القضية الفلسطينية وحل الدولتين ، ويبدو أن الأخبار وصلت باريس متأخرة ، ومفادها أن  إقامة دولة فلسطينية مستقلة ، نكتة سمجة ، وأن  الدولة الفلسطينية  الموعودة لن تخرج عن نطاق الورق فقط ، وهذا قرار إقليمي قبل أن يكون دوليا.

شيطان الدمار العربي هذه الأيام  يحوم فعلا فوق الجزائر بعد أن  وضع  بيوضه في منطقة الخليج ، بمعنى أن  الجزائر سيتم العبث فيها بعد أن تحسم الأمور في الخليج ، على إثر  ما يجري بين السعودية والحوثيين ، وهذا بطبيعة الحال هو مخطط الشرق الأوسط الوسيع أو الكبير أو الجديد لا فرق ، حيث تقسيم المقسم ، وشطب معاهدة سايكس – بيكو ، وإحلال خارطة جديدة محلها ، تقوم على الكنتنة أي تقسيم الدول الوطنية أو القطرية بضم القاف إلى كانتونات إثنية وعرقية ومذهبية وطائفية ، وهذا ما بدأ يظهر غير حيي في الجزائر .

هذا الحديث  بات هذه الأيام  علنا  ، وتحديدا بعد جرائم الغرداية الإرهابية التي راح ضحيتها المئات بين قتلى وجرحى ، ناهيك عن الحمل الثقيل الذي خلفته هذه الجرائم على الشعب الجزائري أولا ، وأعني بذلك الحديث عن  الإباضية في الجزائر ووصفها بالمنحرفة وهذا  مؤشر  قوي على قرب التفجير في الجزائر .

ما جرى في الغرداية  يشي بكل شيء ،  وعناصر التوقعات فيها إرتقت إلى الأدلة ، إذ ما ذا يعني قيام ملثمين مجهولين بالتجوال على دراجاتهم النارية في الغرداية عقب التفجيرات ، والأسئلة كثيرة بشأنهم :من هم ؟ وماذا يريدون ؟ ومن أين أتوا ؟ومن وراءهم ؟ولماذا لم تعتقلهم  الأجهزة الأمنية الجزائرية ؟

 

ومن الدلائل على قرب تفجير الجزائر ما نراه من تسخين مقصود في وسائل الإعلام ، وثنايا الرأي العام الجزائري ، حيث يصف البعض ما يحصل في الجزائر بالحرب الأهلية  ، وهناك من يقول أن الطائفية برزت قرونها في الجزائر ، وآخرون يقولون  أن العشائرية والقبلية  أصبحت قنابل متفجرة في الجزائر .

 التحشيد في الجزائر بدأ يأخذ مناح خطيرة أخرى ، ومنها  توجيه الإتهامات الصريحة لقوات الأمن الوطني الجزائرية بالتواطؤ ضد سكان المزابيين الأمازيغ ، وهذه مدخل صريح  لتعميق المواجهات أولا بين الأمازيغ الذين طفت "قضيتهم " على السطح ، وتحديدا بعد إندلاع حرائق "الربيع العربي ، وبين العرب ، علما أن الجميع كانوا سابقا  جسدا واحدا ، سوى بعض الظواهر الشاذة  من  ضعاف النفوس الذين إحتضنتهم بعض عواصم الغر ب ومستدمرة إسرائيل.

السيناريو الذي سنراه في الجزائر في الأيام القليلة المقبلة ، هو أن  فرع الخدمات الإستخبارية السرية الإسرائيلية "ISIS" ، الملقب بداعش ، والمرتزقة في  عصابة "بلاك ووترز" الإرهابية ، سيظهرون  في صحراء الجزائر وتحديدا في  الجنوب ، للإنطلاق من غرداية إلى بقية أنحاء الجزائر ، لتنفيذ المخطط المرسوم له في المنطقة .