تردين الصدك؟


قبل أيام اكدّ رئيس الجمهورية ان القضاء على داعش لا يمكن ان يتم بالسلاح فقط. بل لا بد من خطوات سياسية واجتماعية أيضا لمحاربته. من هنا ارتأى ان المصالحة الوطنية لا بد ان تتحقق. ما الخطأ في هذا التأكيد؟ اسمعتم بشعب تخلص من حروب خارجية او داخلية وابناؤه يتقاتلون فيما بينهم؟ الرجل قالها بلغة عربية سليمة جدا وبوضوح لا يقبل اللبس ان المصالحة يجب ان تستثني الذين تلطخت أيديهم بالدم العراقي.
مع كل ذلك خرجت علينا عالية نصيف بدعوى ان ما قاله معصوم يحتاج الى تفسير! ولكي تستجيب لحاجتها الملحة للكلام، أي كلام، قالت متقمصة دور المتسائل البريء: "لا ندري مع من نتصالح؟ مع داعش أم مع أبي بكر البغدادي أم مع بعض ضباط النظام السابق الذين لم يتقبلوا الواقع الجديد فسلكوا أسوأ السبل بدعمهم للإرهاب؟".
بداعتي عليج، هل فعلا لا تدرين؟ أي مو الرجل قال لا مصالحة مع الملطخة أيديهم بالدماء؟ فشجاب داعش وأبو بكر البغدادي بالنص؟ أتشكين بتطلخ أيدي هؤلاء مثلا؟ قطعا لا تشكين. بس ليش تسألين؟ هل هي سولة أم ماذا؟
وعيونج، انك اكثر منّي تعرفين ان فؤاد معصوم لم يقصد مصالحة البغدادي او داعش. لكنك تعرفينها وتحرفينها كما يقولون. كنت اظن ان بعض دعاة الثقافة فقط هم من يخوطون ويخربطون ليل نهار من اجل حفنة "لايكات" بروس الغشمة. طلعوا هالمرة حتى النواب يغشمون نفسهم من اجل كسب الغشمة أيضا.
تريدين الصدك يا عالية نصيف؟ ان كل لفك هذا ودورانك لحد تغشيم نفسك ما هو الا لأنك تريدين قول شيء تخفينه اما خوفا او حياء. اشعر انك يا سيدتي وبصراحة تريدين القول أن هناك طائفة بكاملها داعشية وانك لا يرتاح لك بال لو رمت هذه الحرب اوزارها. قوليها واستريحي يا بنت اخوي. يا عمو ان ابجديات السياسة تقر ان لا دولة تقوم لها قائمة بدون تحقيق السلم الأهلي او المجتمعي. ولا سلم بدون مصالحة وطنية صافية النية. عدا ذلك سيظل دخان الاحتقان الطائفي يثعول الى يوم يبعثون. وستظل المقابر مفتوحة الشهية لابتلاع قتلى أولاد الخيابات، وليس الفايخات.