بالامس القريب كانت تظاهرات الانبار والموصل والحويجة ، تظاهرات مشروعة ودستورية حسب بعض نجوم الاعلام من ساسة وغيرهم ، مع انهم ـ اي المتظاهرين ـ كانوا يحرضون علنا ضد الدولة ويهددون بالحرب والخراب وسقف مطالبهم كان يزداد كل جمعة وخطبهم تفوح ضغينة وعدوانية، وتحقير للشيعة والحكومة ،علاوة على اعتداءهم على الجيش والشرطة وخطف خمس جنود وقطع رؤوسهم والتمثيل بجثثهم قرب مخيمات العهر والخيانة ، ولم يتحدث اي من الساسة المرعوبين من الشيعة والسنة بوضوح عن هذا بل اتخذ الكثير منهم هذه التظاهرات مادة سياسية دسمة للتنكيل بخصومه ومن يتحدث او يصرح ضدها فعلى استحياء ووجل وتردد يكاد يغص بالكلمات التي يتقيئها امام كامرات الاعلام.
المفارقة المثيرة للضحك ان مؤيدي التظاهرات التخريبية التي اورثتنا حرب داعشية لانعرف متى تنقضي، اصبحوا الان معارضين للتظاهرات الشبابية التي اندلعت شرارتها الاولى في محافظة البصرة نتيجة تردي الخدمات واستمرار القهر والجوع في وسط العراق وجنوبه ،المحافظة التي عودتنا دائما على السير في المقدمة ،في العطاء والتضحيات وفي الثورات ايضا.
اما اسباب تبدل الادوار والمواقف فهي واضحة جدا لاتحتاج لعبقرية فذة في اكتشافها، فمن كان خارج الحكومة مع تظاهرات التأمر والخيانة في المحافظات الغربية ،الان اصبح هو داخل الحكومة فتحولت التظاهرات السلمية والمشروعة الى مؤامرات ومخططات خارجية تدفع البلد الى الهاوية في ظل الحرب المقدسة ضد داعش واعوانها ، فما الذي تغير!!؟ الحرب هي الحرب والتفجيرات نفسها ومواقف الكتل البعثية والكورديه ذاتها ، فلماذا بالامس كانت حلال والان اصبحت حرام!!!..ثم ان المرجعية التي تدعون التمسك بتوجيهاتها ورهن اشارتها اكدت بوضوح في الجمعة السابقة على اهمالكم الفاضح في توفير ابسط الخدمات الضرورية!!.
ومن حقنا ان نسأل السياسي المعترض والمتباكي على مصير البلاد!!! ماعلاقة الحرب ضد داعش التي تكفل بها ابنائنا في الحشد المقدس والجيش والشرطة الاتحادية وبين واجبات الوزراء ووزاراتهم الخدمية!!؟ وهل وجود حرب داخلية في العراق تعيق الوزير من القيام بواجباته مقابل امتيازاته ورواتبه ورفاهيته؟، وهل رفع النفايات عن الشوارع مرتبط بالوضع الامني مثلأ ؟، او ان اصلاح الكهرباء يتطلب استقرار شامل !! على الاقل في المحافظات التي تشهد استقرار شبه تام في الوسط والجنوب!!! ثم الا يعني تحسن الكهرباء جزئيا بعد تظاهرات الجمعة السابقة
تفضح الفساد والتقصير المتعمد بتوفيرها!!؟
|