إصلاحاتنا..بين حنظلة وفاطمة! |
إصلاحاتنا..ونعم هي كذلك، فهي لم تكن للحكومة وما كان الدفع بها إلا بعد ما دفع المتظاهرون أنفسهم الى ساحات التظاهر، في المحافظات. لو لا الضغوط والإصرار من قبل الشبيبة، الذين تحركت مشاعرهم الوطنية من جهة، واحتياجاتهم إلى أن يكونوا بشرا أسوة بالآخرين من جهة اخرى. تلك الإصلاحات التي تبناها السيد العبادي، وان لم تكن كافية. لكنها جديرة بالحل، باعتبارها خطوة أولى مرضية حريٌ بها ان تكون الخطوة لإلف ميل قادمة. حزمة الإصلاحات، كما أطلق عليها الإعلام. كانت بحرفة اقتصادية عالية، ومحاولة لتقليص النفقات فقط، وكأن المشكلة الوحيدة لدا العراق "الموازنة المالية"!. أما فقدان التوازن، الذي تكلم به بعض السياسيون، بفقدان المناصب العليا من نواب رئيس الجمهورية والبرلمان، فهو أمر طبيعي حين يخسر الطموح ما سعى إليه دهراً. فما سعت إليه الأحزاب السياسية، من دخول العلمية السياسية، هي المناصب والامتيازات، وتقاسم كعكة السلطة. نظام محاصصة ثقيل، وقع على كاهل المواطن، وخصوصا ان بعض الأحزاب، تستخدم الوزارات دعما للنشاط الحزبي. هل تستطيع يا "عبادي" سد الرمق السلطوي، لدى السياسيين ونحن نعلم " رضا السياسيين غاية لا تدرك"!!. ترشيق الوزارات او دمجها، الذي دعا إليه "العبادي"، يحتاج إلى معادلة سياسية صعبة. وهي إقناع الأحزاب، على أنهم منظرين للبرنامج الحكومي، وليس مشاركين فيه. وهذا الأمر لا تفقهه، جميع الكتل، لأنها وليدة اللحظة في عالم السياسة. بعد دعم المرجعية الدينية، وتفويض المتظاهرين للعبادي على المضي قدما للإصلاحات الأخرى، وموافقة البرلمان عليها بأغلبية غريبة، تذكرنا بأغلبية قانون تقاعد النواب و"العيدية" ستكون المرحلة أصعب بكثير. فقد تعامدت الكتل واتفقت جميعا، على خسارة الجزء وليس الكل. فقدان منصب او اثنين أفضل من الخروج من اللعبة برمتها، فهنالك مصادر أخرى يمكن للحزب، أن يجني الأرباح دعما له، حتى يُنفخ في صورة قانون الأحزاب. لعلكم منتظرين ما الربط بين "فاطمة" و "حنظلة" في موضوعنا هذا؟ هل تعرفون حنظله؟ هل تتذكرون فاطمة؟ تلك الشخصية الكاريكاتورية، التي وجدها ناجي العلي الصحفي والرسام الفلسطيني، في أوج حالات الأمة العربية صراعاً. (فاطمة)، تلك الشخصية التي لا تهادن، رؤياها شديدة الوضوح فيما يتعلق بالقضية وبطريقة حلها، بعكس شخصية زوجها الذي ينكسر أحيانا. في العديد من الكاريكاتيرات يكون رد فاطمة قاطعا وغاضبا.
|