نحو خطاب إعلامي بناء

 

 

في عراق مابعد عام 2003 أصبحنا نسمع خطاباً إعلامياَ غريباَ وبعيداَ عن مجتمعنا وتقاليدنا وثقافتنا خطابٌ يتبنى نهجاَ مفرقاً للأمة وليس موحدا لها خطابٌ ينكأ الجراح ولا يساعد على التئامها خطاب يعمق الهوة بين أبناء الشعب الواحد ولا يوحدهم خطاب يركز على هفوات هنا وهـــــــناك ولا يركز على مواطن الإشراق عبر مسيرتنا الطويلة كأبناء مجتمع واحد وتاريخ واحد وأمال واحدة وأهداف واحدة خطاب يركز على الطائفية ولا يعطي أدنى اهتمام للوطنية خطاب يخرب ولا يبني.

 

أقول ذلك وأنا استمع وأشاهد  إحدى مقدمات البرامج في واحدة من إحدى الفضائيات العراقية وهي تحاور مديرة دار الأزياء العراقية وتطرح سؤالا أو مداخلة لا ادري بشدة ما استفزني  حيث أشارت هذه المقدمة الفلتة في الإعلام بقولها أن الأزياء تعبر عن خلفيات المجتمعات الطائفية عند ذلك نظرت إلى نفسي وتذكرت ملابس أخواني في الدين هل أن ملابسنا تختلف عن ملابس بعضنا نتيجة اختلاف انتماءاتنا الدينية والطائفية والعرقية التي ورثناها لان كل هذه التسميات هي خيارات ليست لنا ورثناها عن آبائنا لذا لايحق لنا التخاصم بسببها وعلينا أن نؤطرها بإطار الوطنية العراقية.

 

لذا أقول لهؤلاء وغيرهم من اشباه الإعلاميين الذين يطلون علينا باوجه كالحة كفاكم لعبا بمصائر الناس كفاكم لعبا بوحدة المجتمع في وقت نحن أحوج ما نكون إلى الوحدة ولملمة الجراح لمواجهة شذّاذ الآفاق الذين ينخرون بجسد وطننا وأوجه خطابي إلى المسؤولين عن هذه الفضائيات لضرورة منع هذه الحوارات أو تهذيبها أو تشذيبها لان مثل هذه الحوارات تجزئ أصحاب الدين الواحد والوطن الواحد ولعل في قوله تعالى في سورة الأنعام الآية رقم (158) بسم الله الرحمن الرحيم ((أن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون)).

 

أقول أليس من الأجدر أن نقرأ كتاب الله وأن نعود إلى أصل الأشياء لنتجاوز الخلاف السنا بحاجة إلى خطاب إعلامي بناء