الدليمي في (الحرة)

 

   قبل ايام بثت قناة (الحرة) الفضائىة حوارا مع وزير الدفاع السابق ســـعدون الدليمي تناول محاور عدة.ومن المفترض ان يكون الحوار مع وزير دفاع في دولة كالعراق هو غير الحوار مع وزير للدفاع في النمسا او السويد.وفي الحقيقة شعرت باني اصغي الى كلام يقال وليس الى تاريخ.ويبدو ان اغلب السياسيين لا يتخيلون الوضع الذي هم فيه.وما لاحظته طيلة هذه الثلاثة عشر عاما يمكن ان اسميه بالبلادة السياسية.فهناكمسافة كبيرة جدا بين هموم الناس وبين الشعور بها.لنتخيل ان شعور المسؤول هو دائرة فكم من الاخطاء او حالات الظلم يمكن لهذه الدائرة ان تتسع لها.اعترف ان الحديث بلغة الرياضيات سيكون مضحكا.ما اريد قوله ان المسؤول بارع جدا في اسكات صوت ضميره,وهو ينام في الليل جيدا الى درجة ان خديه يتوردان.ثــــم يظهر في الفضائيات متحدثا عن كل شيء بيقين وثقة كبيرتين.فهل هذه حالة صحية وغير ضارة ان يكون المسؤول مرتاح البال كطفل في الابتدائية..؟

 هل يمكن لاحد ان يصدق هذا الوضع الغريب حيث الفساد وكل الانحرافات تدمر حياة الناس والمسؤول يعيش في عالمه حرا دون ان تعبر اليه صرخة تحرك بحيرة الدمع المتجمدة في قلبه الصخري.

 انا اتحدث بهذه الرومانسية العتيقة لاني اريد ان اذكر صاحب المقام الرفيع انه مساءل ومطالب لان السلطة او الامارة ندامة حسب الحديث النبوي الشريف.

في الواقع – اعود لجو الحوار- انا استغرب من طبيعة الكلام الذي يقال ومن اي نبع يصدر.؟.في كل مرة يحاول المسؤول وعضو البرلمان اخ بار للمسؤول في نفي اية شبهة عنه باثبات ثرائه قبل ان يصل الى الحكم.ما ازعجني هو هذه اللغة التي استطاع بها مقدم البرنامج انيستفز الوزير السابق.ودار الحوار عن فساد من نوع ما مما جعل سعدون الدليمي ان يترفع بطريقة معتادة يتعبها الكل وبنفس الايقاع.فالثراء القديم يعصمه من ان يكون على الاقل تحت اية شبهة.وهذه مشكلة في بلد نوافذه الاربعة مفتوحة للجــــميع.

ما استوقفني في ذلك الحوار هو عدم شعوري بقلق وزير الدفاع السابق لان السلطة ليست نزهة.شعرت بارتياح الوزير,وضحك لانه “مريش”,وهذا يعني الكثير بالنسبة لنا نحن الموجودون خارج دائرة الشعور