عـلـى شـفـا رغـيـف من الـتـنـور.. للشاعر يحيى السماوي

عـلـى شـفـا رغـيـف من الـتـنـور



مُــرِّي عـلـى مُــقــلـي مــرورَ غَــمـامِ

وعــلــى لــظـى شـــفــتـيَّ مَــرَّ مُــدامِ



أمـسَـكـتُ عـن عـسَـلِ العـنـاقِ ودفـئِـهِ

فـمـتـى ســأفـطـرُ بـعـد طـولِ صِــيـامِ ؟



لا تحـذري عـطـشـي الـطـويـلَ فإنـني

رغـمَ الــمـجــونِ عـــفـــيــفــةُ آثـامـي

لا زلـتُ فـي شـرخِ الجـنـونِ ولم تـزلْ

كــأســي بـــهــــا حَــبَــبٌ مــن الأيــامِ



مــا الــعــمــرُ إلآ مـا تُـعـاشُ مــســرَّةٌ

لا مـا يَــعــيــشُ الــمــرءُ مـن أعــوامِ



كـذِبـتْ عـليَّ حـقــيـقـةُ الـصِّـدقِ الـذي

عـانــيــتُ مــنــهُ فـصَــدِّقـي أوهـامـي :



تابَ الـلـصـوصُ وأرْجَـعـوا لحـقـولِـنـا

مـا كـان قــد ســرقــوا مــن الأنــعــامِ



والــفـاسـدون الــمُـرخِـصـون مَــروءةً

ثـابــوا الـى رُشــــدٍ وحُــســنِ خِــتــامِ



خلعـوا الـذقـونَ الـمسـتـعارةَ واسـتحى

مــن جُــرمِــهِ ذو خـــنــجــرٍ ولِـــثــامِ



***

نـدَمـي مَـريــرٌ فـهْــوَ سِــرُّ سَــقــامـي

فـالــيـأسُ خـلـفـي والـضَّـيـاعُ أمـامـي



أبـدلــتُ بـالـريـحـانَ شــوكَ مـتـاهــةٍ

وبـكـوثـرِ الــفــردوسِ كـأسَ سِـــمـامِ (*)



والـيـومَ تـبـتُ فـجـئـتُ نهـرَكِ طـالـبـاَ

غَــرَقـاً يُــطـهِّــرُ مـركـبـي وخِـيـامـي



أمــشـي وعـكّـازي الحـنـيـنُ يـقـودني

جــرحٌ طـــهـــورُ الـــنَّــزفِ والالامِ



ردِّيْ لـحـنجـرتي الـصداحَ وللـضحى

شــمــســاً ولـلـبـسـتـانِ شــدوَ حَــمـامِ



منذ انـتصَرْتِ على غـروري بالهوى

وأنــا أمَــجِّــدُ رايــةَ اســـتــســلامـي



فــلــتــنــســجـيْ لـيْ بُــردةً مـائــيــةً

تُـطـفيْ بـلـيـلِ الوجـدِ جمـرَ ضِـرامي





لا زالَ في شـرخ الصـبابـة والـهـوى

قـلـبي ومـقـتـبـلِ الجـنـون هــيـامـي



تــتـأبَّـطَ الـشـوقَ الـخـرافــةَ مُــقـلــةٌ

أجــفــانــهـــا مــذبــوحــةُ الأحـــلام



شَــنَـقـتْ عـلـى أهـدابـِهـا أقـمـارَهــا

زمَـــرٌ تــزيَّـــتْ جُــبَّــةَ الإســــلام



الصائـمـون عن الفـضيـلـة والـهـدى

والــمُــفــطــرون بـأدمـعِ الأيـــتـــام

الـسـارقـون من الصحـون طعـامَهـا

والمـطعـمـون ولـيـس غـيـرَ سَـخـامِ



أضحى حـفـاةُ الأمس مـنـذ سـبـاتِـنـا

أربــابَ يــاقـــوتٍ وبـــيـــتِ رُخــام



***

قِـدِّيـســةَ الـتـنُّـورِ قُـومـي واسْـجـري

حَطـبـي لأبْـعَـثَ مـن رمـادِ حُطـامي



أحَـزِنـتِ أنَّ مُـهــتَّــكـاً لــم يــتـخِــذِ

غـيـرَ الـسـمـاءِ مَـدىً لـرمـيِ سِـهـامِ ؟



صَـدِئـتْ مـرايـا مُــقـلـتـيـهِ فـلا يـرى

إلآ صـــديــدَ حَـــشــاهُ مــن أســـقــامِ



يـكـفـيـكِ أنــكِ فـي الـمـروءةِ نـخـلــةٌ

والـــثــوبُ مــنـكِ كــبُــرْدَةِ الإحْــرامِ



ما الضيرُ إنْ غَـمَـزَ المنافـقُ وافـتـرى

مَـنْ قــلـبُـهُ فـي الحــقــدِ كِـيـسُ جُـذامِ ؟



ولـربَّـما سَــبَّ الـعـزيـزَ أخـو الـخَـنـا

والآثِــمُ الـمــنــبــوذُ و " اْبـنُ حَــرامِ "


ولــربَّـمـا غَـمَـزَ الصـقـورَ أرَيْــنِــبٌ

وأعــابَ نـورَ الــبـدرِ كـهــفُ ظـلامِ

شـتّان بين ثرى " سجاحٍ " في التقى

وســمـاءِ قــنـديـلِ الـيـقـيـنِ " حِـذامِ "

***