حيدر العبادي، الإغتيالات والنصف الضاحك ....!



أعطت تظاهرات الإحتجاج لأبناء شعبنا العراقي بعض المبادرات الإيجابية ، التي أوحت بأنها إصلاحية ، لكن في الواقع هي جزء من سياسة تقشف وحذف ترهلات إضافية في بنية دوائر ومراكز قرار، طفيلية أصلا ، وكانت ترهق الحكومة وتربك عملها .
الأسبوع الخامس ومليونيات تتكرر لشعب محتج مهدد معيشيا ً وأمنيا ً، بعد أثنى عشر عاما من الفشل والفساد السياسي والحكومي ، وضياع الثروة والخدمات والآمال ومحافظات الوطن وملايين العراقيين ..!
الأسبوع الخامس والمراوغات السياسية مستمرة على قدم وساق ، ولاحصيلة للشعب أو الجمهور المحتج سوى بعض إجراءات مرتجلة عن دمج وزارات وهمية في بلد معطل صناعيا وزراعيا وخدميا، ولاشيء سوى تخفيض اعداد الحمايات ، وشطب وظائف لصوصية كاذبة تمتلئ بهم شاحنات القمامة في تراتب وظيفي من نواب الرئيس ورئيس الوزراء والمستشارين والمدراء العامين حتى بطاناتهم العاطلة وسماسرتهم السفلة .
حيدر العبادي رئيس الوزراء نجح رغم فتور خطابه ونهجه التوفيقي ، في جذب تأييد ملايين العراقيين وتفويضهم ، كما شد اليه مجلس الوزراء ومجلس النواب وصوت المرجعية وتأييدها ، لكن الرجل لايملك رؤية ثورية للإصلاح ، إنما جاءت بعض قراراته بفعل ضغط طارئ ، لم تلامس عمق الأزمة البنيوية للعراق وعمليته السياسية التي أنتجت هذا التراكم الكمي والنوعي للفساد ومنظوماته المتحكمة ، لذا فأن هذه الإجراءت الشكلانية هي الأخرى سينتهي مفعولها بزوال المؤثر ، وفي هذا تجسيد للمقولة التاريخية " لاحركة ثورية بدون نظرية ثورية " .
الأمر الذي يجب مواجهته بشجاعة ووضوح ، من قبل ملايين المتظاهرين والنخب الواعية والمرجعية في النجف الأشرف ، هو أن السيد العبادي مترشح عن ذات الوسط الذي جاء ليصلحه ، ويمكن ان يحدث هذا لو تحقق عنده الإنقلاب الذاتي على واقعه ، بمعنى ان يعلن براءته عن حزب الدعوة والمفاسد التي تنسب اليه ، ويتخلى عن كتلته دولة القانون ، ويتماهى مع التأييد المليوني للشعب ، والغطاء المعنوي للمرجعية ، وهما قوتان فاعلتان عظيمتان في أي إجراء ثوري تصحيحي .
حيدر العبادي ظل واقف في منتصف الظاهرة نصفه يضحك ونصفه الآخر يبكي ، فما جدوى ان يقيل حرامي من منصبه ، وفي الدور أربعة آلاف حرامي أخرجتهم احزاب الإسلام السياسي من جرار علي بابا ...؟
الأسبوع الخامس ولاشيء سوى مداولة الكلام ومؤتمرات وخطابات تحكي عن الإصلاح وإمتصاص غضب الشارع ...!
ولعل المواطن البسيط الذي ينتظر بلهفة مساء الجمعة، ليصرخ بكل قوة وحزن وغضب لإسقاط الفاسدين ، المواطن البسيط يتساءل ياسيد حيدر ، مامعنى الإصلاح وخالد العطية رئيس هيئة الحج ، وحسن الياسري رئيس هيئة النزاهة ، وعلي الشلاه رئيس الإعلام الحكومي، والأخ العلاق أمين خزنة العراق ، وأمينة بغداد ليس بوسعها رفع النفايات من محيط أمانتها ....!
أي إصلاحات وتلك الحزمة من الأسماء والمستشارين في مكتبك هم نتاج مؤسسة الفساد السياسي في العراق ..؟
أي إصلاح وعورة نوري المالكي ( الموصل) مازالت تقبح وجه العملية السياسية .؟
الشيء المهم جدا الآن ، أننا ندخل وملايين الشعب في الأسبوع الخامس من الإحتجاح ، وفي الأفق حسب المعلومات المتسربة لنا ، تدابير مخيفة لمعاقبة المتظاهرين بالإعتقال والفصل والإغتيال والإقصاء ومزيد من الظلم والإستهتار ورد الإعتبار للفاسدين أسياد المرحلة ..!
الأسبوع الخامس ربما يبرز النصف الضاحك للدكتور حيدر العبادي وطاقمه الرئاسي المبجل .