الحجي والحجية

 

 بما ان موسم الحج لهذا العام بات قريباً حضرتني هذه القصة،التي قصها علي صديق صاحب سيارة أجرة ، حيث يقول: في احد الايام استأجره شخص بزي رسمي ، صعد السيارة وهو يتمتم بصوت خافت ( فلتّت) ، يقول صاحبنا ، سألته من ماذا.؟فأجاب من الحجية.!فقلت اي حجية فأجابني مبتسماً ، زوجة الحجي ،فسألته بتهكم أي حجية وأي حجي ، هل هو لغز؟ ، اجاب الرجل ضاحكاً ،انه يعمل سائق عند زوجة احد المسؤولين الحكوميين ،وهذا المسؤول أدى هوو زوجته وابناؤه وابناء عمومته وحتى جاره السابع عشر فريضة الحج عن استحقاق..!! فهو من اولي ألامر،ولهم الاولية بأداء هذه الفريضة على حساب عامة الشعب ممن يمنون النفس بأن تكون اسماؤهم من ضمن قرعة المشمولين بالحج ولو لعـام 2020 م ،في عهد سابق كانت كنية ( الاستاذ الفاضل) مرادفة ( للحجي) في عهدنا هذا ،ولكن عدد الاساتذة الأفاضل في حينها لم يصل عُشّر ما وصل اليه حجاج زمننا الأغبر هذا ، بالرغم من كون أولئك الاساتذة لايمتون لا للأستاذية أو الفضيلة  بصلةٍ تُذكر،فيا سادة ياكرام نحن اليوم نعيش عصر (الحاج السياسي ) بأمتياز فهو الآمر الناهي ، وهو التاجروهوالمقاول وهو صاحب الحكم ،وهو المســــــــــيطر على جمع محيطيه من شذاذ الآفاق والمتملقين الذين يعتاشون على فتات ما يتساقط من كعكته التي حظي بها بعد تقسيم ما تم ســـــــــــــرقته من ثروات الشعب  بينه وبين شاكلته ،ربيعنا المتأخر الذي نعيشـــــــه الأن ربما يقضى على عصر ( الحجاج الســـــــــــياسيين) ولو بعد حين.

 

وتيرة التظاهرات الحاصلة الان بتزايد مستمر وغليان الشارع على أوجه وبالمقابل ما وعدت به الحكومة من أصلاح سواء بالبنى التحتية أو على مستوى الفساد والترهل الحكومي الذي يقابله فساد قضائي ، يسير ببطءعلى ظهر سلحفاة..!!

 

أجمع المراقبون للشــــــأن العراقي على بأن التفويض والمباركة الشـــــــــعبية هي فرصة مواتية لرئيس الحكومة للقيام بواجبه على اتم وجه دون تردد أو حساب ما يمكن خسارته على مستوى الحزب أو الطـــــــــائفة ، أن مطلب الدولة المدنية البعيدة عن التحـزب والطائفة ــ الذي تنادي به الجماهير ــ هو الحل الامثل والواجب حصوله كونه ضرورة ملحة لقيادة سفينة الدولة نحو بر الامان ،وخير دليل على ذلك ما أل أليه حال البلاد والعباد من جراء ســـــــيطرة الاحزاب الدينية التي فشلت بشكل او بآخر في قيادة الدولة بسبب المحاصــصة التي تكون دائماً توافقية على حساب الكفاءات والخبرات لترضية جميع الاطراف المشاركين بالحكم غير مبالين بما يجره ذلك من سوء بالخدمات كافة ،أما أن الأوان لنخرج من تحت عباءة الأسلمة السياسية الزائفة لمن يدعون بها؟ لنسعى لبناء دولة مؤسسات مدنية و ليكون شعارنا ( أنا أنسان وأنت أنسان لنحيا بود وأمان)