هاربون من ذمة التحقيق ؟

 

عقب الاعلان عن حركة الاصلاحات الحكومية التي تضمنت الغاء مناصب رئاسية ودمج وزارت بهدف تقليل الانفاق من خلال تخفيض الرواتب والمخصصات لتلك الدرجات الخاصة وحماياتهم  تلك الاجراءات التي كانت انعكاسا لمطالب الجموع المليونية التي امتلات بها ساحة التحرير وسط العاصمة  بغداد وعدد من المحافظات والمدن التابعة لها خرجت جراء سوء الخدمات التي تلكأت بها دوائر ومؤسسات الدولة في  مختلف مجالات الحياة.. هذه الجموع من العراقيين تتظاهر جمعة بعد اخرى تطالب بحقها الدستوري في التظاهر وتدعو من خلال الشعارات التي ترفعها بالغاء العديد من الحلقات الزائدة  في الهياكل التنظيمية الرسمية في المحافظات ومجالسها البلدية تلك الحلقات التي ترى الجماهير انها لافائدة منها بل معرقلة لمهام الحكومات المحلية لاداء دورها بالشكل المطلوب فضلا عن ان تلك التشكيلات غدت منذ نشوئها  عبئا ثقيلا على الموارد المالية برواتبها ومخصصاتها وحماياتها ومكاتبها دون فائدة بل غدت معرقلة  في اغلب الاحيان للمهام الخدمية للدوائر الاخرى اضافة الى ما تسود معظمها فسادا ماليا كانت وراء صفقات وهمية ومشاريع على الورق فقط كلفت الميزانية المليارات من الدولارات  والتي كانت وراء ما الت اليه اوضاع البلاد والعباد على ماهو عليه من تهديد داعشي خارجي واقتصاد يسير الى ما لايحمد عقباه وشح الكهرباء والبطالة والفقر ونزوح الملايين في الداخل والى الخارج  واللافت ان كل مسؤول وبعد الحراك الشعبي بدا باصلاحات في محافظته او وزارته او مديريته باخراج المفسدين والفائضين وكأن الدولة كانت تسير في السنوات المنصرمة من 2003 الى الان وفق مقولة شعبية كان البغداديون يرددنها عن حسن النية  ( تمشي السفينة بالبحر و بقدرة الله )والا.. ما وراء ما يجري على شاشات القنوات الفضائية من تصريحات مسؤولين من وزراء وبرلمانيين سواء الذي اعفي من منصبه او دمجت وزارته يصرح بان (المرحلة الماضية كانت تشوبها الاخطاء وفساد اداري ومالي وتبذير الاموال وصفقات وكومشنات لهذا او ذاك ..وكان من المطلوب ان تكون هناك اصلاحات )وغيرها من التبريرات التي يتحمل  هو وغيره مسؤوليتها فلو كانت الامور هكذا اليس من (الوطنية ) !!ان يتقدم هؤلاء المعترفون في الفضائيات فقط الى القضاء وكما هو معروف أن (الاعتراف سيد الادلة )لكي يكشفوا الاخرين دون خوف ووجل ويمارس القضاء دوره هو الاخر بشكل حقيقي وعادل ضد الفاسدين قبل ان يهربوا الى خارج البلاد قبل استرداد اموال الشعب التي نهبوها منذ اثني عشر عاما ..لذا لابد ان يواصل المتظاهرون مطاليبهم دون تراجع وان يصعـدوا من سقف حقوقهم المشروعة في احالة المدانين الى المحاكم فورا لان مجرد التهاون ما يعني ان الموضوع سوف يتحول الى تشكيل لجان وتتفرع منها حتما لجان فرعية والى اشهر وربما سنوات لاستدعاء  فلان او علان  الى التحقيق دون اي شيء ملموس على الارض ومع مرور الوقت وضمن هذه الاجواء التحقيقية !! و(المطمطة) المشروعة كما في كذا الاف لجنة شكلت سمعنا عنها ولكن لم نر نتائجها في محاسبة مفسد الا القليل (نسمع الجعجعة ولا نرى طحينا)..عندها يجدها المدانون  والمفسدون الذين يفترض انهم على ذمة التحقيق من التسرب رسميا من المطارات والمنافذ الحدودية وهي ليست بالصعبة خاصة ان الكثير منهم يحمل اكثر من جوازسفر اجنبي اضافة للجواز العراقي !! الى الخارج دون استرداد دولار واحد من السرقات المنقولة وغير المنقولة ولم يتبق منهم ربما بعض صغار المفسدين او حتى  ابرياء ليعلن انه تم محاكمة (س) او (ص) من الذين لم ينالوا غير (الخردة) فقط من السرقات كونهم من الحواشي !! من تلك المليارات من الدولارات ليكونوا كبش فداء بل حتى خروف فداء عن (السراق الكبار) و(توته …توته ..خلصت الحتوتة)!!كما في نهاية  حكايات القاصة المبدعة شهرزاد ة جارية  الملك شهريار الذي لم يكلف نفسه صرف عدد من الليرات  الذهبية لطبع تلك الحكايات في مكتبات شارع المتنبي !!