أبكم وحبيبته التي لم تدم طويلا ؟



تعود الشاب كي ملابسه ورش رائحة العطر الليموني قبل ذهابه الى وضيفته , كان شابا جميلا وحيويا ونشطا , احبه جميع زملاءه في عمله , ويتعاطفون معه بكونه أبكم و ويتعامل معهم بحركات يده , ذات صباح شتوي والغيوم بدءت تظهر في منطقته , كان كل يوم هذا الشاب الأبكم يقف عند أنتظار مصلحة الركاب لركوب الحافلة , ولكن في ذاك اليوم الذي بدء المطر يهطل , صعد في الحافلة وأخذ مكانا للجلوس , وصعد الكثير من الركاب , ثم صعدت امرأة وما أن مسكت قبضان الحافلة انتبهت لهذا الشاب الأبكم والانيق , ثم جلست خلفه , وهي تمعن النظر الى هذا الشاب الجميل , ثم نزل الى مكان عمله .
وفي اليوم التالي , وقف في نفس المكان , ايضا اتت هذه المراة ووقفوا سويا بأنتظار الحافلة , أبتسمت له أبتسامة رسمت الفرحة والسرور على خد هذا الشاب , فاحمر وجهه وبادلها الأبتسامة ذاتها , اتت الحافلة فصعدا , جلست هي في أول المكان , ثم هو جلس بالوسط , ادارت وجهها مرتان الى هذا الشاب , وهو ينظر لها باحترام وتبجل , أخذ هذا الشاب يفكر مع نفسه : ماذا لو تكلمت معي – ماذا لو سألتني عن أسمي ! وأنا (الاخرس) هل سترضى بي أن اكون عشيقا لها , وظل يفكر مع نفسه الى أن تعدت الحافلة مكان عمله , فصاح السائق الى هذا الشاب , ولوح له بالنزول , لان السائق يعرف ان هذا الشاب أبكم .
هذه الامرأة دخلت قلبه , ولم ينم هذا الشاب بسبب تفكيره باليوم التي ستتكلم معه , وما سيكون موقفها منه , وبدء القلق يسري بجسده واخذت رجفات جسده واضحة , وصلت الساعة السابعة الى ربع صباحا , تهيئ لهذا اليوم الجديد , وبدء بكي قميصه الأبيض ورش رائحته المفضلة وهم الى مكان وقوف الباصات , وقف في المكان ينتظر الباص و الامرأة , ثم بدءت جسدها الجميل من بعيد اتية الى نفس المكان , واقتربت منه مع أبتسامة رقيقة , والفرحة في وجهه , اتت الحافلة فصعد هو واخذ مكانا قرب السائق , وتلتها الامراة وجلست في نفس المقعد وقالت له : صباح الخير --- احمر وجهه ولوح بيده للسلام عليها ؟ عرفت الامرأة أن هذا الشاب لا يستطيع التكلم , صمتت وبقى هذا الحال الى ان وصل مكانه .
وفي الصباح وبينما هو بانتظار الحافلة جاءت ولم تقف بقربه ولم تبتسم له مثل كل يوم , خجل الشاب وطأطأ رأسه الى الأرض والقهر أكله , ولم يصعد في الحافلة نفسها .