اصلاحاتهم كذب على فساد

يقول المثل "امشي وره الجذاب حد باب بيته" , انطلقت تظاهرات الحق العراقي, تواصلت بدفع من الموقف الأنساني للمرجعية الدينية, رافقها تضامن وطني من رواد الثقافة الوطنية والخيرين من الأوساط السياسية ومنظمات المجتمع المدني, قبل ان تدق العدالة ابواب هجين المنطقة السوداء, سارع رئيس وزراء المجاهدين بأعلان بعض اصلاحات "الحبرعلى ورق" اضاف اليها وصوت عليها مجلس نواب المجاهدين, بعض الَّذين شملتهم اصلاحات التمسرح صرح ساخراً "الوظيفة وقندرتي", انه نموذجهم "والميت ميتنه ونعرفه شلون مشعول صفحه".



الجماهير المتظاهرة, استعارت من (مامش) صبرها قطعة سراب وسارت خلف كذب المجاهدين حتى باب خضراء فضائحهم, فوجدت اصلاحاتهم كذب على فساد, انه درس اضافي للخذلان وخديعة وضعها المتظاهرون على رفوف تجاربهم المريرة مع مجاهدي فساد العملية السياسية.



ما كنا نصدق, ان مجاهدي الأمس غيرهم اليوم, ولم نصدق ان قلوبهم ما كانت يوماً مع الله, اتخذوا من المسجد مختبراً للأستغباء والحسينية منبراً للأستغفال, يفتعلون الأحداث بخواطر متباكية, يعتصرون الدمعة من العبرات والوعي من العقول, يسرقون خبز الجياع ويفترسون آخر ديك في القرية ثم يدعون ضحاياهم الى كنز القناعة, انهم فضلات التاريخ الأغبر.



تسلطوا علينا اثنى عشر عاماً, تعلمنا منهم الف درس في تفسير خرابهم الذاتي, ورشات لصناعة الخدعة والوقيعة وصلافة الخذلان وفبركة الأكاذيب والشعوذات وخرافات لتسطيح الوعي الجمعي, انهم ليس كما توهمناهم, تسكرهم الثروة وتفسدهم السلطة ولن يشبعوا من سادية المتعة, ما اغباهم, ضيعوا الدرب حتى في شعاب فسادهم.



نذكرهم, ان الذي يحدث في ساحات التحرير, ليس فقط مطالبات في حقوق مشروعة, انه العقل العراقي يغتسل من اوحال التغبية ليجدد في المجتمع وعيه الوطني عبر اندماج التجربة العراقية المريرة مع التاريخ النضالي للحركة الجماهيرية في مواجهات ستنتصر فيها الحقيقة العراقية, طواقم حكومة الصفقات الدولية الأقليمية, غير مؤهلة لأستيعاب ما يجري, تحاول الخروج من مأزق فسادها بأساليب خادعة انتهى مفعولها.



علينا ان نبتلع المر ونتجنب تسطيح الحقائق, التظاهرات في جنوب العراق ووسطه, فعاليات وطنية, يجب ان نحرص على سلامتها ونساهم في انضاج ثمرة نتائجها, خدعة الأصلاحات التي مثلتها حكومة حيدر العبادي ابتداءت من نهاية الطريق المسدود وستنتهي فيه, جميع اطراف العملية السياسية, تشترك في لعبة تسويف متقنة وبطرق دنيئة بغية احتواء التظاهرات الشعبية ثم تفتيتها بلا رحمة.



ما اثار الأستغراب, دخول السيد مقتدى الصدر على خط الحراك الشعبي وهو صاحب الكتلة التي تملك من داخل منظومة فساد العملية السياسية, اربعين (40) نائباً وستة (6) وزارات خدمية !! و (2) محافظ وستة (6) سفراء وعدد كبير من المدراء والمدراء العامين, ورصيد من حبربشية العاملين والموظفين, فهل يفسر لنا سماحته, ضد من يتظاهر ضد نفسه وفساد كتلته, ام ان هناك في مخيلته نوايا اخرى غير معلنة؟؟؟.



بأمكان السيد مقتدى, ان كان جاداً, ان يقيل كتلته من داخل منظومة الفساد ويكلف المتظاهرين ان ينتخبوا من بينهم بديلاً, بأستثناء ذلك سيفسر الأمر صعوداً غير مشروع لموجة الأصلاحات المفترضة, ان القفز الذي يفتقر للمشروعية, سينتهي الى السقوط المضحك, نصيحتنا للجميع, الأفضل لهم ان يبصقوا تصريحاتهم في دواخلهم ويعتذرون عن فسادهم وكذب اكاذيبهم.



تذكرنا بهلوانيات حكومة المجاهدين, بسمفونية (تنعيها) امهاتنا:

هب الهوه وتحرك الباب

ذوله دغش مو همه الحباب

خجلان لاذ بسدي العتاب

حتى جذبهم طلع جذاب