مستقبل الأعلام العراقي


أصبح الأعلام اليوم قوة سياسية واقتصادية واجتماعية ، لكل دولة تبحث عن التطور والازدهار وتسعى لتعريف العالم بهويتها الثقافية ، فللإعلام وظائف عديدة ومتنوعة منها ما يهم المرسل الذي يقوم بصنع المادة الإعلامية والمتمثلة بتغيير اتجاهات الجمهور حول موقف او قضية معينة ، او إعلام الجمهور بأفكار جديدة لها تأثير مباشر بحياتهم ، بالإضافة الى الكثير من الوظائف الأخرى ، اما الوظائف التي يقدمها الأعلام للجمهور فهي كثيرة ، منها اطلاع المواطن على الاخبار اليومية سواء اكانت محلية ام عربية ام دولية وبأدق التفاصيل ومن مصادر متنوعة ، وكذلك عن طريق الأعلام يستلهم ثقافات وتقاليد المجتمعات المحيطة به .
فالكثير من الدول العربية تعتمد على الأعلام الوافد من الدول الكبرى ، اما بسبب ضعف الامكانيات المادية المتاحة ، او ضعف في الانتاج الفكري للعاملين في هذه المجالات، واذا ما ركزنا على العراق كأحد الدول العربية فأننا سنجد بأن المواطن العراقي صار يعتمد على الوسائل الإعلامية الوافدة في اشباع مختلف احتياجاته النفسية والعقلية ، فالملاحظ ان هناك بعض الدول تقوم بإنشاء مدن (خاصة بالانتاج الاعلامي) بكافة اختصاصاته سواء اكانت تعليمية ام صناعية ام رياضية ، ام تثقيفية ، الخ ، من اجل تلبية كل ما يحتاجه المواطن .
ونرى من ان عدم الاهتمام الحقيقي بالأعلام ودوره في تنشئة المجتمع من القائمين عليه انما يعود الى عدم ادراك دوره الحقيقي ، وغياب النظرة المستقبلية للأعلام العراقي ، مما دفع الكثير من المواطنين في هذا البلد الى الاعتماد على سائل الأعلام الخارجية ، التي يجهل الكثير منهم اهدافها وغاياتها الحقيقية .
وعليه لا بد ان تقوم الدولة ، او حتى المجتمع ، بأنشاء مؤسسات اعلامية تدار من قبل شخصيات مختلفة ومدركة لأهمية الأعلام ، لأن الأعلام ليس حكرا على احد .