التظاهرات ومفهوم إحتكار القلة –

 

 

أحتكار القلة كمفهوم أقتصادي يعني حالة من السوق تقع في الوسط بين سوق المنافسة الكاملة وسوق الاحكتار التام ،ففي احتكار القلة يكون الباعة مجموعة صغيرة وفي مكان محدد ،ليس كما في المنافسة الكاملة حيث الباعة لا حصر لهم كثيرون ومكان بيع السلعة غير محدود ،اما في الاحتكار التام فيكون البائع واحدا وهو يتحكم في السوق ويفرض السعر،،وفي احتكار القلة هناك توافق ونظام يصعب كسره او خرقه فالباعة يتفقون على تحديد سعر السلعة حتى (لا يخرب أحدهم على الاخر) وينخفض السعر ويتضرر الجميع ،مثال ذلك (سوق بيع السمك) فأنت عندما تدخل الى السوق لكل نوع من السمك ولدى جميع المحلات هو بنفس السعر المتفق عليه!!

 

هذه الجزئية التي تم اقتباسها من الاقتصاد الجزئي لو تم سحبها الى عالم السياسة ،سنرى العملية السياسية في العراق يتم ادارتها من مجموعة محددة من الاسماء التي تنتمي الى كتل سياسية معينة ،وترى بأن الطبقة السياسية لم تتغيير منذ 2003 لحد الان ،هناك تبديل بالادوار والمناصب ،فمن كان وزيرا يمكن ان يغير حقيبته الوزارية ! او يصبح في الرئاسات الثلاث ونوابهم! او عضوا في البرلمان ،وأذا لم يخدمه حظ الانتخابات ويفوز بمقعد في مجلس النواب فيمكن ان يدخل من الشباك كوكيل وزير او مدير عام بدرجة خاصة او مستشار او رئيس هيئة او عضو في احدى اللجان المختلفة او سفير فوق العادة ،المهم لا يكون من ضمن البطالة السياسية ويكون ضمن البطانة السياسية، وتعتقد الجماهير وهو اعتقاد خاطئ بأن السياسيين ليسوا على توافق تام او انهم في خصومة دائمة ! وهذا غير صحيح يمكن ان تجد هناك اختلافات ومناظرات تلفزيونية تفرز هذا التصور ولكن ما وراء الكواليس هناك يحتضن احدهم الآخر لأنهم في مركب واحد ،فأذا غرق بهم كان  الضرر للجميع، انها احتكار القلة في عالم السياسة ،وهذا ما لمسه المتظاهرون لحد الان لم يعط سياسي بسياسي مهما كان الثمن ولنا في تجربة استجواب وزير الكهرباء وتجديد الثقة به مثال حتى تسرب لنا بأن من قام بالاستجواب صوت لصالح وزير الكهرباء ،وخلوها ترجيه بأذنكم (سياسي ما ينطي بسياسي) وحول هذا الموضوع كانت تلك الحكاية :-

 

” في المرحلة الدراسية المتوسطة ،كان مدرس الرياضيات شخصية عبثية ،يستخدم الشتيمة والسب كأسلوب لتصويب أخطاء الطلاب ،ولكن (الفشرة) على الطالب تشمل (الخالة والعمة)!!

 

قررنا ان نذهب الى المدير لنشتكي على هذا المدرس (الفاسق) ،استمع لنا المدير واستغرب وقال حقكم! وسوف اكلمه وأنهي هذا الموضوع! في صباح اليوم الثاني ،جاءنا مدرس الرياضيات غاضبا واصبحت الشتيمة تخص (الام) بدلا من الخالة والعمة! وقال ساخرا:- “تشتكون عند المدير؟ خلوها ترجيه بأذنكم مدرس ما ينطي بمدرس″ ! خلينه الترجيه بالاذن ،واستمرت الحياة ولم نشتك ابدا من مدرس امام مدرس آخر! وجاءت العسكرية ،وكان هناك ضابط ملازم (مرتشي) يأخذ رشاوى من  بعض الجنود  الاغنياء ويمنحهم الاجازة والرعاية ،وكان قاسيا على باقي الجنود ! اتفقنا أن نشتكي على الضابط لدى الامر – الضابط المسؤول عليه- ذهبنا الى الامر وتكلمنا عن تصرفات الملازم ،أستمع الينا واستغرب وقال :- حقكم ! وسوف اكلمه وانهي هذا الموضوع ! في صباح اليوم الثاني ،جاءنا الملازم غاضبا واصبح اقسى من قبل بالتمارين والعقوبات ونحن نزحف ،أنحنى علينا قال ساخرا:- “تشتكون عند الامر،ثلاثة ارباع ما آخذه اعطيه الى الامر، وترجيه خلوها بأذنكم ضابط ما ينطي بضابط” صار عدنه ترجيتين ،كل وحدة بأذن، فلا نستطيع ان نصدق بأن (سياسي ينطي بسياسي) وعلى المتظاهرين في كل جمعة او اي يوم اخر يختارونه فليعتبروا بأن ما يقومون به ما هو الا (تمرين) ووكت اللعب الرسمي والجاد ما حصل ،والكل يعرف التمرين ما بي فوز ولا خسارة.