امريكا بعد 11 سبتمبر(1)


بعد مرور اربعة عشر عام على مرور يوم اسود في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية ، والذي سقط فيه 2973 ضحية وكذلك 24 مفقودا، إضافة لآلاف الجرحى والمصابين بأمراض جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة، ماعرف بيوم 11سبتمبر .
من حقنا ان نتساءل ماذا فعلت الأمبراطورية بعد ذلك وهل كانت خطواتها بالأتجاه الأنساني الصحيح ام انها لم تعالج الموضوع بصورة الا بما يخدم مصالحها وتوجهاتها ، هي هي أمريكا كما كانت قبل 11سبتمبر .
الرواية الأمريكية :
حسب الأمريكان ان منفذوا العملية هم 19 شخصا على صلة بـتنظيم القاعدة كانوا قد تلقوا دروسهم في معاهد الملاحة الجوية الأمريكية ،استخدموا طائرات مدنية مختطفة ،وبينت التقارير الأمريكية ان
15 منهم سعوديون واثنان من الأمارات ومصري ولبناني ،وعلى أثر ذلك اعلنت امريكا الحرب على الأرهاب وهاجمت افغانستان مسقطة نظام طالبان ومن ثم العراق واسقطت نظام صدام بحربين كبيرتين وكان من باب أولى ان تكون السعودية هي الملامة بالحادث كون أكبر عدد من مواطنيها من قام بتنفيذ الهجوم ،ولم يتمكن الأمريكان من اثبات ولو دليل واحد على علاقة نظام صدام بالقاعدة أو بمنفذي الهجوم !
واعلنت دول حلف الأطلسي التسعة عشر ان اي اعتداء على اي منها هو اعتداء على الجميع ،وتباينت الآراء الشعبية العالمية فبرغم الدعاية الأمريكية الأوربية غير ان الرأي الشعبي العالمي الغالب هو ان ما جرى كان نتيجة للسياسة الأمريكية التي تتدخل في شؤون العالم .
• استنكر المرجع الأعلى للشيعة في العالم السيد علي السيستاني هذا الفعل وعده عمل ارهابي استهدف الابرياء فقط.
• إعتبرها أغلب زعماء العرب عملا ً ارهابيا ً، كما تبرع ياسر عرفات بكمية من دمه للجرحى .
• إعتبرها كثير من المسلمين إرهابا في آخر الإحصاءات. 
• طالبت الولايات المتحدة الأمريكية بأسامة بن لادن من حكومة طالبان، لكن طالبان اشترطت على الولايات المتحدة أن تعطيها دليل على أنه الرأس المدبر لهذه العملية.
وكان هناك العديد من الآراء التي ظهرت احالت ماحصل في 11سبتمبر الى انه مؤامرة مفبركة في الداخل الأمريكي المؤيد لدويلة الصهاينة .
ان ما أطلق عليهم بالصقور وهم المتشددون في الولاء للصهاينة والمحيطون ببوش الأبن استطاعوا من تحويل مسار الأحداث وشن حربين كبيرتين ضد دولتي افغانستان والعراق بعد تكوين تحالف دولي ضخم ، وكون كل من افغانستان والعراق بالمقاييس العسكرية ليس من عداد الأمبراطورية الأمريكية التي تقود العالم فأن هذا من العار الذي سيلحق بامريكا تاريخيا ً حيث انها بطشت بدول ضعيفة بدون اسباب منطقية واضحة ،مدعية انها تهبهم الحرية .
من الأهم لأمريكا العراق ام افغانستان :
اظهرت الأحداث اللاحقة ان أمريكا رغم احتفاظها بجيش في افغانستان فأنها أهتمت بالعراق بصورة أكبر رغم الأخطاء الكبيرة التي كلفتها غاليا عسكريا وماليا وسمعة قد لاتبرز بصورة واضحة الأن ولكنها ستبرز تاريخيا ً .
لقد كان العراق بلدا ً محاصرا ً حصارا عالميا ً رهيبا ً لثلاثة عشر سنة ،قلما حصل مثيلا ً له في التاريخ ، وقد فقد نتيجة سياسة قيادته آنذاك ،أو بنتيجة الخشية من الأمبراطورية ،تأييد جميع الأطراف الدولية ووقف وحيدا ً وكان تسليح جيشه بدائيا ً مقارنة بما أمتلكته أمريكا وبذلك سقط بيدها ،وعملت على حل الجيش فورا ً والسيطرة على البلاد وعينت حاكما أمريكيا ً للعراق هو بول بريمر الذي اوجد نظام المحاصصة وفي عهده وضع دستور للعراق نظام ديمقراطي صوري تمارس الناس فيه طرائق انتخابية لاتلمس (يتبع)