ايران ونواياها في العراق .. رومانل جنديل

ايران ونواياها في العراق ..

------------------------------------

*

من الواضح جدا لكل متابع للشأن العراقي اليوم يلاحظ ان الشارع العراقي وبغض النظر عن انتماءه وتوجهه السياسي والديني منقسم الى عدة اقسام أو الى ثلاثة أقسام تحديدا فيما يخص المواقف والسياسات الايرانية تجاه العراق ..

القسم الاول وهو من يؤيد ويرحب بالمواقف والسياسات الايرانية الداعمة للعراق وبحسب وجهة نظر اصحاب هذا الرأي دعمها وتايدها للتغير الذي حصل عام 2003 ومساندتها للنظام والمعادلة السياسية الجديدة في العراق واعترافها بالحكومات التي تعاقبت على حكم العراق ومنذ أيام مجلس الحكم وكذلك مواقفها ودعمها للحكومة العراقية في محاربة الارهاب ونصرتها للقضايا الشيعية في المنطقة والعالم ...ألخ..

القسم الثاني،وهو الذي يقول ان ايران دولة جارة ولها قوة وتاثير في المنطقة والعالم وتربطنا بها علاقات ومصالح مشتركة وعلى مختلف المستويات السياسية والامنية والاقتصادية... ولكن ورغم كل التحفظات والمؤاخذات علينا ان نتعامل معها كدولة جارة لها مصالحها ولنا مصالحنا كدولة ذات سيادة وصاحبة قرار وقد نتفق او نختلف في هذا الجانب او ذاك وان لانقبل ولانسمح لها بان تتدخل في قضايانا وان تجعل من العراق ساحة لتصفية حسابات اقليمية ودولية او تجعل من العراق وما يمر به من ازمات ومشاكل سياسية وامنية واقتصادية.....اوراق ضغط في صراعاتها ومناوراتها الاقليمية والعالمية .......

والقسم الثالث وهو الذي يرفض وبشكل مطلق اي تدخل ايراني في قضايا العراق وما يمر به من ازمات ومشاكل سواء كانت داخلية او خارجية ويعتبرها شريك اساسي في التحالف الدولي لغزو العراق وانها وجهت المعارضة العراقية التي كانت تحتضنها للمشاركة في المؤتمرات والفعاليات والتي كانت باشراف ورعاية الولايات المتحدة وبريطانيا .. من اجل الاعداد والتحضير لمرحلة مابعد اسقاط النظام الصدامي مقابل ما ستحصل عليه من مكاسب ومغانم في العراق الجديد..وقد ايد بعض زعماء المعارضة ومنهم السيد عبد العزيز الحكيم ماطالبت به ايران من تعويضات عن حرب الثمان سنوات وقال ان من حق ايران بان تطالب بهذه التعويضات البالغة 100 مليار دولار..وكذلك يعتبر اصحاب هذا الرأي التدخل الايراني لايقل خطورة عن التدخل الاميركي وتاثيراته وهيمنته على قرارات الدولة وسياساتها الداخلية والخارجية خصوصا التدخل الديني ويعتبرونه خرق للامن القومي وانتهاك للسيادة الوطنية..وانها لها اليد الطولى في زعزعة امن واستقرار العراق وتعطيل وتخريب قطاعاته الاقتصادية والصناعية والزراعية... وجعل العراق مجرد مستورد ومستهلك لمنتوجاتها وصناعاتها وباسعار مضاعفة وحتى مياه الشرب !

بل اكثر من ذلك ان اصحاب هذا الرأي يتهمون ايران وبشكل واضح ومعلن بانها تقف وراء عمليات الاغتيالات والتصفية التي تستهدف الكفاءات والقدرات والتي تعتبر ثروة وطنية كبيرة جدا وفي مختلف الحقول والمجالات العلمية والانسانية والعسكرية....بالاضافة الى صراعها وتنافسها مع النجف الاشرف على زعامة العالم الشيعي وقد صدرت عدة تصريحات من الجانب الايراني من مسؤلين ورجال دين تبين تمسكهم بزعامة الشيعة في العالم مهما كلف ذلك وبحسب تعبير امام جمعة طهران احمد خاتمي وهو عضو في منظمة تشخيص مصلحة النظام (ان ولاية الفقيه لاتخرج من ايران وان كان على بحر من الدماء !)..وعندما اعلن الغرب بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا (بوش - بلير) قيادة التحالف الثلاثيني لغزو العراق واسقاط النظام الدكتاتوري متجاوزين كل القوانين والاعراف الدولية وضاربين بها عرض الجدار.. صرح السيد علي خامنئي من على منبر جامعة طهران بان ايران رغم انها هي المتضرر الاكبر من نظام صدام وسياساته وما لحق بها من حرب الثمان سنوات الا انها لاتسمح باستخدام مياهها واجوائها الاقليمية من قبل التحالف الغربي لغزو العراق البلد المسلم الذي يحتضن مراقد ائمة اهل البيت عليهم السلام ..!

ولكن وبعد ان تمت الصفقة وحصل الاتفاق على تقاسم المصالح جرى كل شيء وبشكل طبيعي ..؟

أنا مع الرأي الثاني .