يذكرنا حذاء "خروشوف" بنجم "بوتين "...!

ما هو الفرق الذي يمكن ان يميز دولة عن اخرى كالفرق في وسيلة الدفاع والحقوق والمصلحة الدائمة , حيث يتقول البديهية السائدة انه لا توجد صداقات دائمة ولا عداوات دائمة ولكن هناك مصالح دائمة ,فالدول النامية الضعيفة المتأخرة في النهضة الاقتصادية والعلمية تحكم غرائزها في الدفاع عن النفس مثل سوريا والعراق وبذلك يفنى الصديق ويفوز القوي , اما الدول القوية الناهضة مثل امريكا وروسيا والصين والهند والمانيا واليابان وغيرها  فانها(اي الضعيفة ) تحكم عقولها للتخلص مما يحيق بها من احتلال واخطار وشروروخاصة في سوريا والعراق من " داعش والنصرة".
استخدم بوتين نبرة حادة في اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة الاخير تجاه واشنطن والغرب ويعيد بنا بذاكرة حذاء خروشوف عام 960 اثناء انعقاد الجمعية العمومية للامم المتحدة وان تلك الدورة سميت بدورة "حذاء خروشوف " وبلغ عدد الرؤساء الذين اشتمهم علنا اربعة ووجه للامريكين افضع الشتائم.
وتسعى روسيا خلال السنوات الاخيرة ان لا تخرج من المولد بدون حمص , وان تكون شريكا فاعلا في مجمل القضايا والازمات,وبهذا يلقى بوتين ترحيبا منقطع النظير من قبل الشعوب العربية وخاصة في الازمة العراقية والسورية , وتسعى روسيا الى اعادة مجدها التاريخي في الحضارة العالمية, والنمو غير المسبوق وتزعم الدول النامية في الاقتصاد العالمي اي دول "البركس " كل ذلك ساعد روسيا على ترسيخ الديمقراطية الموجهة وزيادة في الخبرة العسكرية الصاروخية وتكنلوجيا حرب النجوم.
كان بوتين بطل دورة الجمعية العامة دون منازع او ند وخاصة  في التدخل المباشرفي سوريا ضد الحركات المتعصبة والتكفيرية باستخدام هذا التدخل ضد تهديد "الدولة الاسلامية في العراق وسوريا" والتي يطلق عليها اسم مختصر هو "داعش "
واسس "  بوتين "تحالفا رباعيا جديد في المنطقة بينه وبين ايران والعراق وسوريا بعد ان اخفق التحالف الدولي بقيادة امريكا من الحد من عمليات داعش وتوسيع نفوذها والاستيلاء على بعض منابع البترول في العراق وسوريا..وقد يتوسع هذا التحاف الى انضمام تركيا ومصر والسعودية ودليل على ذلك تصريحات داود اوغلو ان بلاده مستعدة للعمل مع هذا التحاف الجديد لالحاق الهزيمة " بالدولة الاسلامية" .
وان موضوع موافقة العراق على تاسيس مركز تبادل المعلومات الذي يضم الدول الاربع روسيا وايران وسوريا والعراق جاء كردة فعل غاضبة على ضعف قدرات التحاف الدولي وتباطئه في القضاء على انشطة وقدرات الدولة الاسلامية , ويكون مركز التبادل الاستخباراتي في وزارة الدفاع العراقية داخل المنطقة الخضراء.
وفي كل الاحوال ان انتصار الدبلوماسية الروسية الاخيرة هي صفعة قوية بوجه امريكا وبعض دول الغرب حيث اصبحت روسيا الرقم الاصعب في العالم ولا يمكن تجاوز اي تحاف او قرار روسي , تساندها ايران والصين والهند ومصر وقد يتغير موقف فرنسا وبريطانيا مثلما تغير موقف المانيا من الازمة السورية ,وبهذا اخذت امريكا بمراجعة حساباتها في الشرق وخاصة بعد فشلها الذريع في العراق وتحاول حفظ ماء وجهها....!