صحو روسي متأخر وتفاؤل عربي حذر
عندما حاولت بعض دول الاتحاد السوفيتي التمرد على الدب الروسي وجدت روسيا نفسها ملزمة عسكريا وسياسيا ان تصد حالات التمرد التي ارادت الخروج من بيت الطاعة الروسي فتنادت السياسة الروسية لكبح جماح تلك الردة او الانقلابات كما في اوكرانيا والشيشان وكذلك وقوفها مع كوريا الشمالية وايران في موقفهما التفاوضي مع اميركا والغرب وهذا موقف يحسب لها وفق ما تقتضية ستراتيجية السياسة الروسية
ومنذ التغييرات التي حصلت في اجزاء من الدول العربية لم نلاحظ موقفا واضحا تجاه ما قامت به اميركا ودول الغرب من تدمير لكل معالم الحياة في ليبيا والعراق واليمن وما جرى في تونس او مصر او وقوف الموقف المتفرج امام انظار العالم وهي ترى الدمار والقسوة الامبريالية الاميركية التي عالجت بها واقع هذه الدول
نعم كان في العراق والدول الاخرى انظمة دكتاتورية بغيضة استبدادية وقحة وهذا ايضا ينطبق على الحكم في سوريا
ومع اني مع تغير اللوحة السياسية لانظمة حكم هذه الدول ولكن ليست بالطريقة الكالحة التي جرت والطريقة الفجة التي قامت بها اميركا من تسليم زمام امر هذه الدول الى قيادات زرعت فوضى ليس لها اول او اخر ودمرت الاقتصاد والعباد ومزقت النسيج الاجتماعي لهذه الدول وقسمتها الى ما يسمى اقاليم ومع كل ذلك نرى روسيا تتفرج
ولكن ما معنى وفجاة نلاحظ هذا الدب ينتفض دون سابقة او هوادة ناشرا اساطيلة والقوات ضاربا الدواعش ومن معهم ومتحديا الغرب واميركا والسؤال اين كانت روسيا وبوتين بالذات وهو يعلم كم هي جسامة الاضرار التي لحقت بالعراق وسوريا وليبيا واخيرا اليمن في وقت كانت الطائرات الاميركية ودول الغرب تهدم البنى الاقتصادية لهذه الدول وتدمر كل شي بواسطة قيادات فاسدة بدلا من قيادات وطنية تستطيع بناء هذه الاوطان
هنا نقول ورغم كل ما مضى وعسانا فيها خيرا عندما تفي وبصدق بحسن النوايا والموقف وتنقض على داعش وفصائل الارهاب والمليشيات ايا كان انتماءها اذ كلها اشتركت بارهاب المجتمع
انها لحظة تأريخية تعيد المجد لروسيا السوفيتية عندما وقفت احيانا موقفا مناصرا للشعوب وخاصة مع مصر والعراق والدول العربية في صراعها مع اسرائيل وتسعى لتغير الخارطة السياسية وتساهم بصد الارهاب وتمد العون لشعوب هذه الدول لاجل بناء مجتمعات مدنية ديمقراطية حرة الارادة مستقلة القرار وهذا مايثبت مصداقية الروس ووقوفهم مع القضايا الوطنية مع التحفظ من جانبنا على ان وراء هذه التطورات مصالح حتما تلتقي مع بعضها مهما كانت التصورات