روسيا وأمريكا واللعب على المكشوف..!

 

من الأخطاء الشائعة أن يُسمي بعض المتابعين، ما يحدث من تطورات سريعة في سوريا والعراق ببداية حرباً عالمية ثالثة؛ عندما نفكك تصريحات المسؤولين الأمريكان  في الفترة الماضية نجدها تستنجد المساعدة وتتظاهر بالنصر، فالتدخل الروسي الآن، جاء بعد فشل ما يسمى التحالف الدولي الذي تكون من 60 دولة، وللحفاظ على ماء وجه وسمعة وقوة الدول العظمى  كما يسمون أنفسهم.

ما يحصل في المنطقة عامة وفي العراق خاصة، ليس وليد صدفة أو نتيجة خِلافات، ما يحصل، يُنذر بما لا يسر؛  وتداعيات ما سيحصل قد تصل إلى الإنقسام المرتقب الذي سيتفق عليه الجميع عن طيب خاطر! السياسات الخاطئة والإنتصارات الخجولة؛ تحاول غض بصر بعض المعارضين الوطنيين عم المشهد السياسي والحكومة الوردية.

إن التحالف الرباعي الجديد الذي أعلن عنه، ويضم كل من (روسيا، إيران، العراق، سوريا) لن يعمل بعيداً عن الدول الأخرى، بل سيعمل وفق إتفاقات مسبقة ومقررات نتجت عن إجتماعات جمة، ولكل مجتهدٍ نصيب!

في سوريا والعراق توجد مصالح مشتركة لأمريكا وروسيا، وخلال سنوات ليست بالقليلة، لم تستطع أمريكا وحلفاؤها من فك طلاسم الـ (الشيعة) في المنطقة فالغوص في بحور الشيعة ليس بالهيّن؛ كما تصور أوباما، وكتحصيل حاصل إستسلمت أمريكا للإتفاق النووي مع إيران، وهناك خفايا وبنود لم يتم الإعلان عنها؛ لئلا تستجد أزمات بين أمريكا وحلفائها، لأن ذلك سيفهمه الحلفاء تنازلاً لإيران وحلفائها من شيعة المنطقة والعالم.

بدأت روسيا بالتحرك, ونددت بما يجري في اليمن، و مدت العراق وسوريا بأسلحة متطورة بعض الشيء لمحاربة التنظيمات الإرهابية في العراق والشام والتي هي عبارة عن مافيات عالمية ترفع شعار  " الاسلام والاصلاح". 

نعم. نستطيع القول إن القادم سيكون نصراً شيعياً، وسيرى العالم هلالاً شيعياً سيتوهج في الأفق، بعد الإنتهاء من تنظيف المنطقة من قاذورات أمريكا، التي تصورت إنها ستساعدها ببسط سيطرتها والتغلب على عقول أبنائها الذين إستدرجت البعض منهم، بمسرحية الهجرة واللجوء إلى أوربا وبعض الدول، لقد علمت أمريكا ومن تحالف معها أخيراً، إن الشيعة قوة عظمى لا يمكن التغلب عليها؛ لأن التشيع ليس جماعة أو حزب سياسي، بل عقيدة مترسخة ورسالة متجددة لا يمكن القضاء عليها.