العطل الرسمية والاستخفاف بالمواطن

 

العطل الرسمية في جميع دول العالم تثبت رسمياً من قبل السلطات التشريعية والتنفيذية ويتم التصويت عليها من قبل ممثلي الشعب وتعلن رسمياً وتثبت في الأجندات الرسمية للبلاد ويعرف المواطن مسبقاً بمواعيدها ويقوم بترتيب حياته والتزاماته على أساس ذلك, لكن مايحدث في العراق في هذا المجال فهو حالة نادرة لاتوجد لها مثيل في أي بقعة من العالم فتحديد العطل الرسمية وطريقة الإعلان عنها أمر مستهجن ويجب اعادة النظر به فالأمر ليس كيفياً ويجب أن لايكون على أهواء ومزاج الحاكم فعدد العطل الرسمية في العراق أصبح مبالغاً به بشكل كبير فبالإضافة للمناسبات الوطنية العديدة هناك المناسبات الدينية الكثيرة وهناك الحالات الطارئة والأوضاع الأمنية التي ترى الحكومة في العديد منها ضرورة تعطيل الدوام في مؤسساتها الرسمية في وقت نحن في أمس الحاجة فيه الى إستغلال كل دقيقة لتجاوز محنتنا الإقتصادية الخطيرة التي نمر بها وأن نتعامل مع الوقت بشكل منطقي ومقدس, والخلل الكبير الذي يحدث هو في طريقة الإعلان عن هذه العطل فكما معروف ان المواطن العراقي يبقى متسمراً لساعات طويلة أمام قناة العراقية الرسمية والناطقة بإسم الحكومة ويمعن النظر هو وأفراد عائلته في السابتايتل عسى أن يجد في سطوره السريعة إعلاناً عن العطلة المتوقعة ليعرف كيف يرتب أموره ويستعد نفسياً وبدنياً لليوم الذي يليه, ودائماً ماتقوم حكومتنا الموقرة بالإعلان عن قرارها في ساعات متأخرة من الليل ولاأعرف المغزى من ذلك لأن هذا يُحدث إرباكاً كبيراً في حياة المواطن ولو أخذنا ماحدث في عطلة عيد الأضحى الأخيرة فان الحكومة أعلنت عن العطلة الرسمية قبل حلول العيد بعدة أيام وحددتها بأربعة أيام تنتهي في يوم الأحد رابع أيام عيد الأضحى المبارك وان اليوم الذي يليه وهو يوم الأثنين يعتبر دواماً رسمياً لجميع مؤسسات الدولة, ولكن حدث مالم يكن في الحسبان حيث تفاجأ القليل من المواطنين السهرانين في رابع أيام العيد انه بعد منتصف الليل قامت قناة العراقية باعلان قرار مجلس الوزراء باعتبار يوم الأثنين عطلة رسمية لجميع مؤسسات الدولة معللة ذلك بسبب عجيب وغريب وهو ان عطلة العيد قد وقعت في يومي العطلة الأسبوعية وهنا نتسائل هل أن الحكومة لم تتوصل الى هذا الاكتشاف الا في اليوم الرابع من العيد؟ وهل هذا التصرف الحكومي صحيح؟ أم انه استخفاف بالمواطن العراقي الذي تحمّل إرباكاً كبيراً نتيجة هذا القرار الغير مدروس فكم من موظف وموظفة ناموا مبكراً في هذا اليوم ولم يعرفوا بالخبر واستيقظو مبكراً في اليوم الثاني وذهبوا الى دوامهم وتحملوا مشقة الطريق وعند وصولهم الى دوائرهم ومؤسساتهم تفاجئوا بخبر العطلة الرسمية فلعنوا الساعة التي ولدوا فيها, وكم من طالب وطالبة تحملوا الضغط النفسي الكبير للامتحان الذي استعدوا له واستيقظوا من ساعات الفجر الأولى وذهبوا الى مدارسهم لتأدية الامتحان فوجدوا أبوابها موصدة بوجوههم. فهل هذا جائز ياولاة أمورنا أم هذا استخفاف بالمواطن وضحك على الذقون؟ 

دعوتنا للحكومة أن تحترم المواطن فهو القيمة العليا للمجتمع وأن تعيد النظر عند اتخاذها القرارات الخاصة بالعطل الرسمية وأن تكون هذه القرارات حاسمة وأن يتم الإعلان عنها قبل وقت مناسب لتفسح المجال أمام عباد الله لترتيب أمورهم وتجنبهم هذا الإرباك المستمر في حياتهم المليئة بالإرباكات الحكومية والسياسية والأمنية والإقتصادية.