السيد وزير الخارجية قضية لا تحتمل التأجيل والمماطلة

اتصل بي مجموعة من الشباب العراقيين الذين وصلوا الى فلندا مؤخرا مع موجات اللجوء الى اوربا. قسم كبير منهم يروم العودة ، لأن الاجواء في فلندا باردة جداً ودرجة الحرارة ما دون الصفر المئوي ، راجع مجموعة من هؤلاء السفارة العراقية حيث منحت بعضهم جوازات عودة وعادوا فعلاً . المشكلة التي تواجه الباقين ان السفارة العراقية في فلندا نفدت عندها جوزات العودة لكثرة اعداد العائدين ، السفارة أبلغت المراجعين انها منذ ايام وهي تتصل هاتفيا بالمسؤولين في وزارة الخارجية من أجل الإسراع في ارسال جوازات عودة الى الباقين، لكن دون جدوى .

اخر الأخبار ان البعض من موظفي السفارة قال لهؤلاء الشباب :"انهم طلبوا من السفارة العراقية في انقرة جوازات عودة وسترسل لهم خمسمائة جواز" . عدد الجوازات هذه لا تكفي اعداد من يرمون العودة مستقبلا ، لان الجانب الفنلندي متشدد جدا بمنح ابناء محافظات الوسط والجنوب والشمال فرص البقاء .

وزارة الهجرة الفلندية قالت انها بصدد اضافة بغداد الى قائمة المحافظات التي لا يمنح طالبي اللجوء منها فرص البقاء .

مطلوب من وزارة الخارجية توفير جوازات عودة باقصى سرعة وبأعداد كافية لكافة سفاراتنا في اوربا ، لان السفارة العراقية في فلندا نفد عندها مخزون الجوازات خلال ايام . وزارة الخارجية لم تسهم للان في ارسال جوازات او الإيعاز للسفارات العراقية المعنية بمتابعة قضية اللاجئين الجدد ومساعدة من يروم العودة ، بالخصوص وان البعض منهم لا يملك ثمن تذكرة عودة .

الأمثال كثيرة على اهتمام دول عربية عرفت بانتهاكها لحقوق مواطنيها في الداخل ، لكنها عندما يتعلق الامر بمواطنيها في الخارج فأنها تظهر حرصا كبيراً واهتماما بالغا بمتابعة قضاياهم ومساعدتهم . مثال على ذلك السعودية التي بذلت جهودا كبيرة ودفعت رشا وعقدت صفقات مع مسؤولين عراقيين كي تفرج عن ارهابييها في السجون العراقية ونجحت ، لانها انقذت العشرات منهم من حبل المشنقة .

السعودية ما زال تمثيلها الدبلوماسي مع تايلند ضعيفا ، وهي تمنع للآن دخول السعوديين الى تايلند منذ عقدين بسبب مقتل سعودي على ايدي عصابات تايلندية حسب الرواية السعودية . الرواية التايلندية الموثقة بالصور تقول عكس ذلك ، لان السائح السعودي تباهى وهو يتبول على احد تماثيل بوذا وطلب من صديق له تصوير فعلته ، ولما ذهبوا للأستديو في تايلند لطبع الصور ، عند موعد استلام الصور انقض شباب بوذيون غاضبون وقطعوا السعودي إربا ، بعدما سرب لهم العامل في الاستديو صور السعودي وهو يتبول على التمثال .

العراق الجديد لم يثبت ساسته ووزارة الخارجية تحديدا انهم اهتموا بقضية تجاوز على عراقي في الخارج . كرامة العراقيين تنتهك في مطار الاردن منذ السقوط الى الان وكأن القضية لا تعني وزارة الخارجية .

حوادث وأمثلة كثيرة حصلت ووزارة الخارجية منذ إطاحة صدام للآن لم تهتم بما يكفي بالعراقيين في الخارج .

مثال على ذلك موقف الحكومة ووزارة الخارجة غير المبالي بأعداد من غرق من العراقيين ومن تجمد في الشاحنات ومن قتلته عصابات بيع الأعضاء البشرية .

اتمنى ان يشاهد وزير الخارجية والسفراء وأطقم السفارات العراقية في الخارج الفيديو التالي الذي يظهر اهتمام السفارة المصرية بحادث اعتداء برلماني اردني وإخوته على عامل مطعم مصري في منطقة العقبة .

قديما قالوا "من لم ينم على حصير الغربة لا يعرف قيمة الوطن" .

" يكون الانسان شقياً اذا ادرك شقاءه ، لكنه يكون عظيماً اذا ادرك شقاء الاخرين" فولتير