ايها السادة العبادي رئيسا لوزراء العراق وليس لمكون بعينه

بعد كل هذه السنين الذي يعيشها العراق ولازالت الاصوات النشاز المقرفة للسامع تصدح ويعلو صوتها بعد كل حدث او بعد كل عمل يقوم به مسئول كبير فأغلب هؤلاء يدعي أنه العراق بأجمعه وأنه يجب من ان يكون له اسم في الواجهة على حساب العراق كدولة معترف بها ذات سيادة وحدود وعلاقات وأجواء ومياه وخريطة مرسومة على أطلس العالم ويقرأها ويشاهدها كل العالم وعلى هذا الاساس يعرف العالم العراق كدولة لا مجموعة مكونات او مجموعات احزاب تتقاتل او تتنافس او تتصيد بعضها للبعض في سبيل مكوناتها او مذهبيتها او قوميتها ..احيانا تتجاوز بعض من تلك الاصوات المبحوحة
اذا كان لحدث اقليميا او محليا او ربما عربيا لكن ان تخرج كل هذه النشازات بعد كلمة السيد العبادي في الجمعية العمومية للأمم المتحدة لدورتها السبعين لهذا العام تشعر بالقلق وأنت تسمع هؤلاء يكيلون الاتهامات واللوم لرئيس الوزراء بعدم ذكر مكوناتهم في كلمته او عدم التطرق لتضحيات تلك الاحزاب او هؤلاء الفرقاء الداخلين في العملية السياسية وكأن هؤلاء يتمتعون بغباء ليس له نظير في التحدث بهذه الصورة السمجة ويطلبون من الرئيس التطرق لهم والحديث عن تاريخهم وتاريخ تضحياتهم وتضحيات ابنائهم على ذالك المنبر الدولي الذي لايعرف اعضائه مايدور في
العراق وما هي االتقاطعات فكل الذي يعرفه أن رئيس الوزراء العراقي اعتلى المنصة وسيتحدث عن رؤيته وعن تطلعات دولته المستقبلية ويعرض مقترحاته وما يحتاجه كدولة تتعرض للإرهاب ليس اكثر ولا أقل وكل شيء محسوب بالوقت فكلمته يجب ان تبدأ بوقتها المحدد لها وتنتهي بالوقت المحدد لها ايضا .
لكن أن نسمع من أحدى النائبات وهي تنتقد العبادي وبطريقة ليست برلمانية وهي تنتمي لكتلته بأنه غفل او نسي او تناسى ذكر تضحيات الحشد الشعبي وهو يقاتل ضد داعش والنقد عينه بل وأكثر حدة من حكومة الاقليم وهي تريد من الرئيس ان يذكر تحركات البيش مركة وما حررته من مناطق وما قدمه من تضحيات وما بناه الاقليم والتطورات في كردستان ايضا والامر ينسحب ايضاع على الايزيدين وهم يطلبون من العبادي ذكرهم وذكر معاناتهم والاخوة السنة كذالك والتركمان ايضا بل حتى أن بعض من المكونات التي تعتبر اكثر اتزانا نراها اليوم تطالب بما يطالبه الاخوة الشركاء في
العملية السياسية وهؤلاء يوميا يعتلون المنبر الاعلامي وفي قنواتهم يعلنوها صراحة بأنهم غير راضيين عن السيد العبادي لأنه لم يتطرق لهم في كلمته في الجمعية العمومية حتى يتعرف العالم لمشاكل طوائفهم وقواتهم وبناهم الاثنية والعرقية والمذهبية ..
للاسف الشديد ان هذا الاسفاف والهزال في التعامل الواطي مع مثل هذه الاحداث الدولية يجعل من المتتبع للاحداث السياسية في الداخل العراقي غير مطمئن لمستقبل العراق في ضل هذا الاحتراب الاعلامي والمناوشات بين ابناء البلد الواحد ولعلي أجزم ان كل هؤلاء المنتقدين يعرفون جيدا بمسئولية السيد العبادي ومحددات كلمته واستعراض آليات عمله مرئيس لدولة اسمها العراق ..
ففي كلمته تطرق الرجل الى القوات الامنية العراقية ومحاربتها للأرهاب وقتالها وتضحياتها وأنتصاراتها على تلك الطغمة المارقة وأثنى ايضا على التدخل الدولي والتحالف الدولي في محاربة هؤلاء والقوات الامنية الذي وضعها السيد القائد العام للقوات المسلحة تعني فيما تعنيه كل القوات المحاربة في أطار القوات الامنية فالبيش مركة والحشد الشعبي والقوات الاخرى تندرج تحت مسمى القوات الامنية ولايمكن أن يذكر كل جهة على حده اما المعاناة للمكونات الاحخرى كالايزيدية والمسيحية والشيعية والكردية والسنية فالرجل تطرق الى وبوضوح الى معاناة الشعب
العراقي بسبب الهجرة والنزوح وهذا يعني بوضوح ان الامر كله يعني العراق وليس من الضروري ان يبدأ بالتفاصيل فيتحدجث عن الايزيديين او يتحدث عن الشيعة في تلعفر او عن المسيحيين في الموصل او عن الاكراد في المناطق الساخنة ابدا لأنه مثل هذه التفاصيل لا تجد من يسمعها وينتبه لها ويميزها فهؤلاء الرؤساء والقادة والملوك والامراء يتحدثون عن الدول وليس عن مكونات الدول ولوكان الامر كذالك لكانت كلمة الرئيس الهندي تتطلب الحديث عن اكثر من الف مكون ومذهب وديانة او الرئيس البرازيلي او الاسترالي او حتى الامريكي لكن كل هؤلاء يتحدثون عن دولهم فقط
وليس عن مكوناتهم ولرئيس العبادي منابر ومكانات أخرى يمكن التحدث على منابرها بتفاصيل مملة مثل اللقاءات الاعلامية والمؤتمرات والاستضافات والجامعات والمقرات الاخرى فله الوقت الكافي ليتحدث عن بطولات البيش مركة والحشد ومعانات النازحين وعددهم وما يمرون به والازمة الاقتصادية وما الى ذالك ..
لذا يجب انصاف الحكومة العراقية وبالذات رئيس وزراءها وعدم اللعب على حبال الطائفية والتقسيمات والاجندات لدولة العراق على الاقل في الوقت الحاضر وعنما يحدث ما يتمناه البعض فلكل حادث حديث .