الحرب العالمية على الأبواب

 

  خاضت البشرية في القرن الماضي حربين عالميتين واسعتين استنزفت من بني آدم الاعداد الكبيرة قتلى وجرحى ومعاقين ما زالت آثار بعضها على الناس .. وحفزت تلك الحروب على التسليح ليتعدى مداه الى غير التقليدي من ادوات ومستلزمات القتل الجماعي وراحت الدول الكبرى تتسابق بغية التسيد على العالم فكانت الولايات الامريكية والاتحاد السوفيتي ودول المحاور الاخرى جميعها على الواجهة بينما تلوذ بها وتقف مع هذه او تلك في تلك المعسكرات دول وامارات وممالك لا حول لها ولا قوة ولكنها تمتلك الثروات والاراضي في خطوط المواصلات …

 

لكن فجأة تفكك المعسكر الاشتراكي وضاعت هيبته ومكانته في التوازن مع المعسكر الرأسمالي وبقيت امريكا اللاعب الاوحد على الساحة تخطط وتقود وتسلب وتنهب دون خوف او وجل بالوقت الذي راحت دول اخرى تنظم صفوفها وتطور تسليحها وتخطط لستراتيجاتها العسكرية والاقتصادية على نار هادئة فانتجت لنا ايران العظمى وروسيا العظمى ايضا” وكذلك كوريا الحديثة والتي تشترك جميعها في العداء لامريكا وسياساتها في العالم فتعاقدت مع فرنسا حليفا” رابعا” ليخوضوا الحرب الباردة ضد الولايات المتحدة الامريكية ويجردونها من اذرعها الاخطبوطية في العالم الثالث بالذات وباقي اجزاء المعمورة .. فمن الساحات الهادئة والساحات الملتهبة انطلقت صيحات تدين السياسات الامريكية الخالقة لحالات الاحتراب القومي والطائفي والاثني واثبتت واقعا” انها الداعم القوي لتمزيق وحدة الامم والشعوب والمناصر المطلق للصهاينة ودولتهم المسخ في فلسطين المحتلة وهم من يرعى ويمول الارهاب الذي لا دين له بالمال والسلاح والتمويه مستغفلا” الرأي العام العالمي بادعائه انه عاجز عن القضاء على الجماعات المسلحة المتطرفة ومنها داعش بالرغم من امكاناته الضخمة على مستوى البحر والجو والبر وانكشفت الاعيبه على مدى عقود من السنين الى ان تكون الحلف الرباعي الضام لكوريا وايران وروسيا وفرنسا واسقط قناع امريكا المتهرىء وانكشفت عورتها ولم تعد صالحة للعب في المناطق الساخنة كما في سوريا والعراق .. ان الولايات المتحدة الامريكية تصطدم اليوم بعماليق شرسين لا يهادنون ولا يستسلمون لتهديداتها فايران وقفت الموقف المضاد لها منذ زمن ليس بالقصير ولم يستطع الامريكان لي الارادة الايرانية بالوعيد والتفاوض وايضا” روسيا تحمل حزمة كبيرة من شحنات الكراهية للولايات المتحدة وفرنسا هي الاخرى همش الامريكان دورهم الدولي اما كوريا فهو العدو الاول لامريكا ويتحين الفرص للنيل منهم فالجميع قد ضاق ذرعا” بتصرفات المستعمرين الامريكان فكانت النتيجة الحتمية لقيام التحالف العالمي المناهض للاستعمار .. اذن الفرصة سانحة بقيام المحور العالمي الجديد ان يتغير حال الدنيا الى الاحسن ولكن ترافقنا شكوك واسوأ الاحتمالات ان امريكا التي تعودت ان تذل الاخرين وتسيرهم على هواها لا ترتضي القبول بالواقع وتدافع عن مصالحها غير المشروعة باستخدام طاقاتها النووية وعملائها في المنطقة والعالم فتحرق الاخضر واليابس على ارضنا بالدرجة الاولى لاعتمادها ساحة للمنازلة واستعراض العضلات فلا فائز ولا خاسر الا الانسان ولكنها مقدمة لعصر الظهور فالحمد لله تعالى …