زمن الخير

 

شاعت في السنوات القليلة الماضية تسمية زمن الخير او الزمن الجميل التي يراد بها استذكار بعض الجوانب الحياتية الجميلة لدى المجتمع العراقي في مختلف مجالات الحياة لكن ليس اجمعها فعند سماع اغنية وكلمات معبرة ولحن جميل يقول البعض انها اغاني الزمن الجميل بالقياس لاغاني ما بعد 2003 وغياب الرقابة وكثرة هز الوسط ، وعند استذكار اصدقاء وصحبة كان اللقاء بهم يحّول الساعات الى دقائق معدودات يقال صحبة الزمن الجميل ، وكذلك الحال عند استذكار لم شمل الاسر في ايام العطل وصولا الى الايام التي كان فيها راتب المعلم يكفيه قوته ويكفيه ان يسافر الى خارج البلد للترويح عن نفسه ووجود الامن وسيطرة السلطة وغيرها من الامور التي فيها الشيء الكثير من الصحة.لكن التساؤل القائم هل فعلا كنا نعيش في زمن خير بمختلف المعايير ام ان هناك مجاميع معينة قليلة جدا بالقياس الى عدد السكان كانت تتمتع ببحبوحة من العيش المتوسط او فوق الطبقة الوسطى فيما تعيش الاغلبية الساحقة من الشعب تحت خط الفقر والحرمان والملاحقة والاضطهاد وتجر يوميا السلطات القمعية عشرات بل مئات الشباب الى مقاصل المشانق لا لذنب سوى انهم متدينون او يحبون وطنهم او لاسباب واهية تخترعها السلطة لتصفية انصار الاحزاب المناوئة لهم تلك الاحزاب التي تسنمت السلطة بعد 2003 وتنكرت لقوافل الشهداء التي ذهبت ضحية ليتسلق على اكتافهم الانتهازيون والوصوليون.وعودة لذي بدء هل تناسى الناس ايام القحط والفقر حين اصبح تناول علب المشروبات الغازية وفاكهة الموز والتفاح حسرة على الناس واصبح الدجاج واللحوم حلماً ، هل تناسوا الخدمة الالزامية في زمن الحروب والموت المجاني وغيرها من علامات العوز والحرمات وضيق حال اليد.لست هنا بمعرض مقارنة ما قبل وما بعد 2003 فلكل مرحلة سلبياتها وايجابياتها لكن يجب الانتباه لمن يروجون بان النظام السابق هو نظام خير وزمن جميل وزمن خير لان الحقيقة انه كان زمناً اخر يمكنكم معرفته عند استبدال حرف الخاء بحرف اخر لنفترضه الضاد ولا يروح بالكم لغير شي.