العين بصيرة واليد قصيرة

 

الحمد لله كتبنا الكثير من المواضيع في صحفنا المحلية وباستمرار وكلها كانت تصب من اجل نهضة وتقدم وازدهار بلدنا في كل المجالات الصناعية والزراعية والعمرانية والاجتماعية كي نلحق بركب باقي دول العالم التي سبقتنا كثيرا في تلك المجالات وتاخرنا عنها كثيرا وذلك بسبب جهل اغلب حكامه طيلة العقود الماضية والذين اغلبهم كانوا سببا في جعل اوضاع بلادنا غير مستقرة امنيا واقتصاديا وسياسيا منذ سنين طويلة بسبب اقحامه في عده حروب دموية لم تكن لشعبنا فيها لاناقة ولاجمل والتي جلبت على بلدنا وشعبنا الكوارث وتحمل الويلات جراء اخطاء وممارسات حكامه وبالتالي بقى شعبنا اسير الظلم والجور ولم يجن من ثرواته وموارده الطبيعية الكثيرة التي انعمها الخالق عليه على مر العهود الا التخلف والويلات والكوارث التي فقد بها شعبنا الكثير من ابنائه ونقول ونردد لعنة الله في الدنيا والاخرة على كل من كان السبب بذلك ولعنة الله على كل من سرق اموال العراق وبددها ولم يستثمرها للبناء .

 

لقد كتبنا بكل حرص وامانة من اجل ان يسمعنا المسؤولون في الدولة لكوننا نريد ان نكون مراة لما نشاهده على ارض الواقع مؤشرين الى اراء ومقترحات بنائه نسلط من خلالها الضوء على نقاط الخلل ونشخصها ونضع لها كل الحلول المناسبة فالصحافة هي السلطة الرابعة وهي عين الدولة من خلالها يستطيع المسؤولون الاطلاع ومشاهدة كل مايدور في اروقة البلاد .

 

لهذا كان واجبنا ان نضع بكل صدق وامانة كل ما نشاهده امام كل المسؤولين الشرفاء من اجل الاصلاح الفعال والاخذ بها بكل جدية وتفاعل والنظر اليه بعين الاعتبار كاولوية من اجل خدمة الوطن والشعب لكي نتمكن من ادخال الفرحة والابتسامة الدائمة في وجوه ابناء شعبنا جميعا بكل طوائفه وقومياته .

 

ولكن مع شديد الاسف لم نلمس طوال الفترة الماضية اي بادرة حسنة من قبل اصحاب القرار للاخذ بما كتبته عبر وسائل الاعلام المختلفة الاقلام الشريفة والوطنية التي تعشق العراق ارضا وشعبا بل صدمنا من كثير من المسؤولين الذين لايسرهم مايقرأون مايكتب من ملاحظات تخص مؤسساتهم التي يديرونها وبهذا يكون موقفهم هو بمثابة خيانة لامانة المسؤولية التي انيطت بهم وهذا دليل على وجودهم في مكان لايستحقوه اطلاقا ويجب ان يكون في المسؤولية كما يقال الشخص المناسب في المكان المناسب وعكس ذلك فسوف لايحصد البلد منهم الا المزيد من التخلف والخراب في جميع المجالات ونذكر هنا كل الشرفاء بقول سيدنا علي عليه السلام عندما سئل ما هو الذي يفسد امر القوم قال (ثلاثة وضع الصغير مكان الكبير ووضع الجاهل مكان العالم ووضع التابع في القيادة) .

 

على ضوء ذلك يجب على الغيارى ان ينتفضوا من اجل اسعاد شعبهم وتقدمه اسوة بباقي دول العالم الاخرى التي لاتملك اي شيئ يذكر من موارد وخيرات كما التي انعم بها الله بلادنا والتي لم نحسن التصرف بها اطلاقا . ان المسؤولية الان تقع بذمة السلطة الحالية لكي تعيد بناء حساباته من اجل خدمة الشعب ولنترك الماضي خلفنا وليكون شعار الجميع المقولة (الحكماء كما يقال لايبكون على خسارتهم ولكنهم يبحثون ويسعون على معالجة ما اذاهم) .

 

ان الهمة العالية والايمان والعزيمة الشامخة ونكران الذات والاخلاص بكل تجرد هو سبيلنا للنجاح وكما قال تعالى في كتابه العزيز (فاذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين) سورة ال عمران 159 .