148 دماء لن تجف" موسوعة شهداء العراق الحلقة الثامنة والأربعون بعد المائة الشهيد كاظم الحدراوي





{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة "دماء لن تجف" في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}

طوت كف لواء الحرس الجمهوري، سنوات عمر الشهيد كاظم عبد الامير جبر الحدراوي، الذي لم يتخط سنته الواحدة والعشرين، في ريعان الشباب.. غالته ضراوة جيش قدم قامعا لإرادة الشعب؛ كي يعيد الطاغية المقبور صدام حسين، الى الحكم، بعد إنتفاضة آذار 1990، التي عبر فيها العراقيون عن رفضهم غزو دولة الكويت الشقيقة، في خطوة هوجاء أقدم عليها صدام، مدمرا المنطقة الدولية إقليميا، وممزقا شرايين النسغ الواصل بين شعبين أخوين يكنان الإحترام.. تبادلا.. لصلات الرحم المتواشجة بينهما.
إنفصمت عرى الإنتماء الوطني، لبلد يتخبطه ديكتاتور مهووس بحروب خاسرة وعسكرة حمقاء؛ فحاول الشعب رأب ما تصدع، من خلال الإنتفاضة، التي عمت مدن العراق؛ إذ ثار الجميع سائرا نحو إستعادة الوطن من مخالب صدام.. يومها جابه الشهيد الحدراوي، وكثيرون مثله، قوات الأمن الخاص والجيش التقليدي ولواء الحرس الجمهوري وفصائل من قوى مدخرة (يعلفها) كي تنقض على إنتفاضة الشعب، ريثما شاء.. ومع الاسف كانت طوع إرادته، تنهش شعبها قتلا.
فالحدراوي، واحد من الشهداء الذين تعسف موتهم الجيش؛ إعداما؛ في نوع من عقاب أثيم؛ ردا على الإنتفاضة.. إنتفاضة آذار التي جعلت الدم يصرخ للرب داعيا لسافكيه بنار جهنم.. دنيا وآخرة.
قاوم قبل وأثناء وصول الجيش الى السماوة، ببطولة مشرفة، إزدادت عزة، لحظة أخذ أسيرا او معتقلا، بيد الجيش العراقي نفسه، سائرا بالحوار نحو كرامته، التي ارادوها إهانة، فلم يستطيعوا النيل منه او من سواه من مقاتلي الإنتفاضة! أثناء تحقيقات صورية، في الهواء الطلق، بينما السجناء عراة، في عز الشتاء!
أعدم، من دون مبالاة بالموت، ما دام شاهدا على عنفوان شعب عظيم وشهيدا بيد جيش يقتل أخاه.. قابيل يعيد نفسه، في كل مرحلة من الزمن، حيثما تضافرت الظروف نفسها!
أعدم كاظم، خالدا في جنان النعيم، وظل ذووه يكابدون خسة البعثية وأمن السماوة، تحرشات وتحقيقات وإفتعال قضايا تنغص حياة أفراد الأسرة، بتهم مختلقة، الى أن أزيح صدام وجوق الشياطين الملتصقين مصيريا به، فعاشت عائلة الحدراوي.. زوجته وإخوته ومن إرتبط به، حياتهم، مثل الآخرين.