مليوصة ياحيدر العبادي

 

يقينا ان مانعيشه اليوم من صراعات وتناحرات وخلافات إجتمعت لتصل بالعراق إلى نفق معتم  ومجهول وننتظر من ينقذنا ويعيدنا إلى الجادة بعد ان إنحرف الركب إلى السد وبعده ربما الى الوادي . نعم هموم ومشاكل صارت غالبية الامثال العراقية التي كتبت واعلنت في مناسبات عدة  تنطبق حرفيا على مانعيشه اليوم. مليوصة ياحسين الصافي مثل عراقي يطلق على اية حالة تخبط وفوضى وقبل ان نتعرف من هو حسين الصافي اليكم حكاية مليوصة ياحسين الصافي وعلى لسان أحد رعاة الحفل الذي اقيم  في 17 نيسان 1963، يوم إعلان الوحدة الثلاثية بين مصر والعراق وسوريا ويقول (تم تحشيد الناس من داخل النجف وخارجها، وجاء حسين الصافي، ومعه جماهير غفيرة من الفلاحين من لواء الديوانية، ملأت ميدان الاحتفال، ومن دون إدراك خطأ فني بالغ، لا يتناسب وهذه الجموع الغفيرة، التي جاءت لتهوس وتهتف، ووجدت المكان قد صف بالكراسي، مما يُعيق حركتها، ومتطلبات هذه الحركة، في الوقوف والجلوس على الأرض. وكان الحضور الرسمي برئيس وزراء العراق وعدد من الوزراء والمسؤولين .. وخلال الحفل حدث مسٌ كهربائي، أعقبه هروب من ذلك المكان، مما جعل الكراسي وهي تصطدم ببعضها وبالناس، تحدث أصواتاً أقرب إلى صوت رمي بالسلاح، الأمر الذي زاد من هلع الناس، وفرارهم جميعاً، رغم كل دعوات التهدئة، التي صدرت من المسؤولين، أمام الهرج والمرج، الذي دفع الناس إلى المنصه الخشبية، وهم يهتفون ويرقصون عليها، مما أدى إلى إنهيارها، وقتل طفل مغدور لجأ تحتها بقصد الاختباء. وفرغ الميدان وبقينا نحن القلة، وحدنا أمام منظر مضحك، بعد ذلك الحماس  أما بعد ما حصل فقد تدافع الناس هلعاً وخوفاً، وانقلبت الموازين، وصارت الهوسة على لسان الجميع: مليوصة يا حسين الصافي.. مليوصة ياحسين الصافي .. ) ونترقب تظاهرات الباب الشرقي والتي يعد ويرتب لها ناشطون ويعدون لشعار وهتاف جديد وهو ..مليوصه ياحيدرالعبادي ..

 

نعم ان مايحصل اليوم من تخبط وعدم توازن وانفلات خدمي ذروته غرق نصف العاصمة بغداد بعد اول مطرة  تسقط في مطلع الشتاء العام الحالي . وانفلات امني وافلاس وظهور وسيطرة مفسدين وفاشلين وسراق نهبوا ومازالوا ثرواتنا يعيدنا إلى ان نطلق شعار مليوصة ياحسين الصافي او مليوصة ياحيدر العبادي .. اذن حيدر العبادي هو رئيس وزراء العراق الحالي .. ومن هو حسين الصافي ؟ انه  المحــامي المرحوم السـيد حسين بن العالم المناضل المرحوم السيد محمد رضا الصافي. السيد حسين من اعلام اسرة الصافي و رجال القانون والقضاء والسياسة والأدب في العراق. ابصر النور في مدينة النجف عام 1924 وكان ذا ميول قومية عروبية  وقد سجن وطورد في العهد الملكي ! كما سجن وطورد بعد ثورة  14عام 1958 وسقوط العهد الملكي ! وبامر من عبد السلام عارف خلال ما يعرف بردة تشرين اعتقل السيد حسين وأوقف في موقف العبخانة ببغداد ثم ابعد الى السليمانية و فرضت عليه الاقامة الاجبارية عدة أشهر بعدها اطلق سراحه وخلال عودته الى بغداد القي القبض عليه واعتقل في المعتقل العسكري بمعسكر التاجي ليمضي فيه ثمانية أشهر قبل اطلاق سرحه .! وعقب انقلاب 8 شباط  1963 عين متصرفا للواء الديوانية وفي عام 1/8/1971 الى 24/12/1973 شغل منصب وزير العدل وفي عهد وزارته ابدل اسم مجلس التمييز السني و الجعفري بمجلس التمييز الشرعي وابدل اسم الطابو باسم دائرة التسجيل العقاري ووضع شروطا حرفية للقضاة والحكام واحيل الى التقاعد او فصل .وعقب استقالته تسنم رئاسة نقابة المحامين  . نعم هذا هو حسين الصافي وهاهي حكاية المثل الذي كان ومايزال يردد في كل حالات الفوضى واحتدام الموقف مليوصة ياحسين الصافي . واليوم هل نردد مليوصة  ياحيدرالعبادي .. بعد ان وصلنا الى ذروة حالات الانفلات الخدمي وبغداد تغرق ونازحون يموتوت بالجملة وممتلكات نفقدها وصراعات سياسية وقرارات  تحيرنا ومدارس بلا طلبة . واسواق بلا بضاعة .وشوارع بلا خدمات . ومستشفيات بلا ادوية . وتظاهرات بلا جدوى . ومكتبات بلا مثقفين . وكتب بلا احرف . واذاعة بلا مذيع. وانسان بلا روح . وحب بلا مشاعر .الا يحق لنا ان نهتف مليوصة ياحسين الصافي ؟ او مليوصة ياحيدرالعبادي .