الشهيد محمد حسن عبد الواحد/149 |
{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة "دماء لن تجف" في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله} جار الطاغية المقبور صدام حسين، على الشعب، بإستغلال واجب الخدمة العسكرية، أبشع ما يمكن ان تكون عليه مصادرة العمر والطاقة والامل والنفس الغضة التي تهفو للمرح والرفاه والسعادة. طوت الخدمة العسكرية احلام الشباب.. متعلم منهم أو غير متعلم، على حد سواء، وكبلتهم بقيدها، وممن ضاعوا في غياهبها الشهيد محمد حسن عبد الواحد، الذي أعدم وله من العمر ثمانية وعشرين عاما.. ذهب عريسا الى الموت، أعزب يحمل شهادة الدراسة الإبتدائية، فقط، محملا بمعاني الصبر والإيمان والثورة، أصول وجودية، نسجها على نول المواجهة، معارضا لديكتاتورية صدام، حد الإستشهاد في الموقف، إلتزاما.
طوب أبو خزامة طوال جرجرة الكلام، بجمل شعاراتية، أثناء التحقيق، ظل الشهيد محمد، يجابه التخرصات الكاذبة، من ضباط الأمن، بحجج دامغة تلجئهم للضرب تعذيبا، حتى واشك على الموت، متمسكا بموقفه، غير هياب.. "حطوني بحلكة وكلت آنة". فالعنف ملاذ ضعفاء الحجة، المتجبرين بقوة، لم تصمد طويلا، إذ نسختها امريكا، مسقطة تعاظم صدام، يوم 9 نيسان 2003؛ فولوا فرارا، يدفعهم الذعر الى قيامة مفترضة، ترى البعثية ورجال السلطة سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد،... أعدم الشهيد محمد حسن عبد الواحد، العام 1987، وخيال روحه، يحلق أثيرا في الفضاء، يطهر الريح والروح من أدران صدام، مرتقيا مدارج الخلود، نحو علياء الجنة... مات شهيدا، وخلف ذويه يكتوون بعذابات التنظيم البعثي والأمن، إستفزازات من دون حدود، تطاولا على الوجود الإنساني لأفرد العائلة؛ فيزدادون تمسكا بذكرى محمد، شهيدا لله والوطن، يفاخرون به في الدنيا والآخرة.. شفيعا. |