أمي المظلومة في كردستان

 

   قبل يومين اتصلت بوالدتي وهي تسكن في مدينة دهوك فاخبرتني انها لم تتسلم تقاعدها منذ اربعة اشهر.شعرت بالم كبير لان كل ما تتقاضاه والدتي هو 250 الف دينار.ولانها امراة متصوفة الطباع  تقضي كل دقائق اتصالي بها بحمد الله والسؤال عني في كل صغيرة وكبيرة الا اني عرفت منها مصادفة ان راتبها وراتب غيرها من المتقاعدين توقف لاسباب تقول حكومة الاقليم يعود لقلة وجود الاموال لديها.هذا يعني ان راتب والدتي اثقل كاهل الخزينة,فلم تعد تتحمل لقمة العجائز,وكبار السن الذين يعانون من امراض كثيرة.  هذه صفحة الظلم الاولى التي يتعرض لها متقاعدو الاقليم.والصفحة الثانية اغرب من تاخير راتب العجزة وهو ان والدتي بتر راتبها حسب الزيادة الاخيرة التي رفعت الرواتب الدنيا,فبدلا من استلامها 350 الف دينار نزل بها حظ عاثر الى 250 الف,وحتى هذا القليل تاخر ولم يصرف مراعاة للعمر او للمرض. قبل فترة قرات مقالا لفاضل ميراني يتحدث فيه عن البراغماتية نشرته جريدة الزمان تحدث فيه عن سياسة الاقليم وما تفهمه وتطبقه من كلمة البراغماتية.والكل يعرف ان الولايات المتحدة هضمت جيدا هذا التوجه الفلسفي في حياتها.كان مقال فاضل ميراني شرح للفكرة التي جاء بها وليم جيمس العالم والفيلسوف الكبير.ثم حاول ان يبدو لنا براغماتيا ناجحا.ولن اخالفه في شيء الا اني اوجه السؤال التالي له:كيف يمكن ان نفهم تاخير رواتب الشيوخ من خلال مقالك البراغماتي..؟هل يمكن ان ينام اي مسؤول نوما مريحا والعجائز من شعبه بلا راتب..؟انها حقا براغماتية غريبة الاطوار تتناسى معنى الالم وتعيش في برجها العاجي والعالي عن هموم الطبقة المحرومة.  على قادة الاقليم جميعا ان ينزلوا الى الم الناس لا ان يترفعوا عنه.لان الزمن سيلدغ من يتجاهل شعبه.والامس القريب دليل على ما اقول.