سؤال الـ " شكو ماكو"

نرتبط نحن العراقيين دائما بسؤال الـ " شكو ماكو". يكاد يكون هذا السؤال أكبر مشتركاتنا قبل سؤال الهوية .. أقصد هنا الهوية الوطنية التي بدانا نبحث عن توصيفات لها في ظل اشتباك الهويات الفرعية .. المذهبية (للتخفيف من وطأة الطائفية المقيتة مثلما يحلو لأعتى الطائفيين تسميتها), الإثنية (على كولة جاسم الحلفي) العشائرية (على كولة مدري منو ) الجهوية (على كولة إياد علاوي) المناطقية (على كولتنا جميعا).
ولشدة التصاقنا بهذا السؤال فاننا طرحناه على الكومبيوتر فانفجر لانه ليس مبرمجا على اسئلة المطلق. حصل هذا أيام كانت الحاسبة تشبه عمارة  الدامرجي التي لم نبن سواها منذ خمسينيات القرن الماضي. أي قبل إختراع اللابتوب والايباد والايفون و(الاه والونة) والأخيرة من إختراع وحيدة خليل.
أول سؤال نوجهه لبعضنا بصرف النظر إن كان هذا البعض بغدادي ام عراقي من المحافظات المشمولة بقانون نقل الصلاحيات. لا يهم أن يكون من طوزخورماتو ام النخيب طالما هما مختلف عليهما طبقا للمادة 140 او قانون ترسيم الحدود . سني من العمارة أم شيعي من الرمادي وبدون العكس. كردي من اهالي الديوانية ام نازح موصلي من اهالي اربيل, وزير جلبته المحاصصة (يطلقون عليها للتحبب المقيتة) ام سائق تاكسي من النهضة.. بائعة قيمر من السدة أم بائع  من علوة جميلة هو .. شكو ماكو.
لاننسى الإجابة الخالدة دائما وأبدا.. وهي "ماكو شئ". لا يهم إن كان هذا الشئ إرتفاع أسعار النفط الى أكثر من 150 دولار أم إنخفاضها الى أقل من 40 دولار.  سقوط نيزك يهدد الارض بالفناء كما تقول ناسا أو توقع هطول أمطار غزيرة مثلما تقول هيئة الأنواء الجوية عندنا. لا يهم إن كانت تفجيرات هزت باريس (عاصمة النور بعد شيبي) أو سقوط الطائرة الروسية. هذان الحدثان اللذان أجبرا العالم على إعادة النظر في حربه ضد الإرهاب, بينما لم ننتزع من هذا العالم حتى بيان شجب أو إستنكار لتفجيرات جميلة وقبلها بغداد الجديدة التي راح ضحيتها أكثر من 300 شهيد وجريح.
التحليل الذي يسوقه الكثيرون لهذا التجاهل العالمي لضحايانا يعود الى نظرية النسبة والتناسب التي يؤمن بها السادة المسؤولون. قوام هذه النظرية أن الأمن تحسن بدليل أن بغداد كان ينفجر فيها 15 سيارة يوميا يروح ضحية بعضها المئات اما اليوم فكل بضعة ايام تنفجر سيارة أو سيارتان ولايهم ان يكون الضحايا عشرات أم مئات.
الجديد أن مرحلة ما بعد تفجيرات باريس أدت الى تدويل سؤال "الشكو ماكو". فبغياب الحلول الجذرية لأزمة الإرهاب العالمي لم يعد امام أوباما سوى ان يسأل بوتين  "شكوماكو"  فيرد الأخير"ماكو شي".  ميركل هي الاخرى تهاتف الفرنسي هولاند سائلة إياه " شكو ماكو" .. فيأتي الجواب من هولاند "ناثنك" لكن على الطريقة العراقية لا .. الفرنسية.