مسـامــحك

في بداية السبعينات ظهرت أغنية سامحيني للمطرب عبادي العماري..هذه الأغنية رغم الجوانب الفنية التى كانت تزخر بها إلا أنها كانت مفعمة بمعاني ودلالات أنسانية كبيرة حتى ان مسجلات المطاعم والمقاهي والسيارات كانت تعيدها مرات ومرات . حتى ان المرحوم شرهان كاطع البصري صاحب التسجيلات المشهورة اعتبرها أغنية الموسم ومفتاح مادر علية من ثروة وحظوة . فعلا ان الغناء يمكن أن يشكل وسيلة مهمة وفاعلة لإشاعة مفاهيم الخير والجمال إلى جانب تصحيح بعض السلوكيات الخاطئة التي تؤطر طبيعة الحياة في المجتمعات.
حدثني الصديق محمد الغزي أن خصاما حادا بين المرحومين والدية دفع بوالدته إن تهجر بيت الزوجية وتذهب لدار أهلها ..ورغم مساعي الصلح التي قام بها الخيرون إلا أنها لم تفلح بإقناعها بالعودة ونسيان ماجرى.فما كان من والدة ألا إن يرسل أبيات من الأغنية تقول :
سامحيني والسماح هداية الله..ماهداج الله لسماحي
والحجايه مرار تزلف ..واللفظ سكران مرة ومرة صاحي
سامحيني يانبع ريحان حبي 
الغارك بروض المحبة
سامحيني ياملاك الرغبتني
بهالحياة المالي بيهه جنت رغبة.
سامحيني.
فما كان من أم محمد ألا ان تجمع (بكشة ) أغراضها وتهرول عائدة لدارها وهي تذرف الدموع .
إن في روح العفو والسماحة الإنسانية تجاه بعضنا والتغاضي والتنازل عن هفوات الآخرين طريقا لإشاعة الحب والعدالة وتعظيم لهدي روح المودة والألفة و كلها لا يملك منصف من البشر ان ينكره، فهي تحث على تآلف الأجناس، وإشاعة التراحم والمودة بين الناس، والتأدب بالآداب الرقي والسمو، ونبذ الحقد والحسد والتباغض، ليتحقق العدل والإنصاف وإعطاء الحقوق لأصحابها والمساواة بين بني البشر.
البارجة أطلق الكاتب حامد المالكي مبادرة (كتابة كلمة “مسامحك” على ورقة الالف دينار النقدية، مع كتابة الاسم الاول للموافق على شيوع ثقافة الاعتدال والتسامح).المبادرة لاقت استحسان وإطراء الكثير من العراقيين الاماجد أصحاب القلوب الكبيرة فتداولتها صفحات التواصل وتلاقفتها أيدي الباعة والمشترون لسمو أخلاق العراقي وروحة التواقة الى مد يد الحب والسماحة والاعتدال قبل أن تفسدها الطغمة السياسية الفاسدة.كلنا نثني على الفكرة ونتمنى ان تشيع في عموم المجتمع وكما يقول المالكي (اذا كنت مؤمنا بهذه الفكرة، افعلها، واذا كنت لا تؤمن بها لاي سبب، اسكت، لا تكن كاسرا للمجاذيف).