ريبورتاج: الدراجات النارية موت مؤكد للشباب في كربلاء


حركات بهلوانية وضحكات هستيرية في الهواء أطقلها ثلاثة من الشبان في ساعة إقتربت من منتصف الليل وهم يقودون دراجاتهم النارية في وسط الشارع يتموجون وخلال واحدة من الحركات التي قام بها احد الشباب برفع دراجته في الهواء والسير على عجلة واحدة لم ينتبه إلى قدوم سيارة تقل بداخلها عائلة مكونة من الأب والأم وثلاثة من الأطفال فاصطدمت الدراجة بالسيارة وطار الشاب في الهواء ليصطدم بالرصيف ويفارق الحياة على الفور في الوقت الذي أحدث الإصطدام أضرارا كبرى في السيارة فضلا عن بعض الكسور للأم والطفل الذي كان يجلس معها في الكرسي المجاور للسائق.

ارتفاع معدل الحوادث

إنها واحدة من العديد من حوادث الدارجات النارية التي تصل إلى مستشفى الحسين العام وهو المستشفى الرئيس في المحافظة الذي يستقبل الحالات الطارئة على الفور.

دائرة صحة كربلاء كشفت عن ارتفاع معدلات ضحايا حوادث الدراجات النارية في المحافظة داعية الجهات الرقابية الى تشديد ضوابط استخدامها. وقال سليم كاظم مسؤول إعلام دائرة صحة كربلاء لــ(المدى) أن معدلات الوفيات والإصابات الحاصلة بسبب حوادث الدراجات النارية قد إرتفعت خلال الاشهر القليلة الماضية بشكل يُثير القلق. مبينا: ترد يوميا الى مستشفى الحسين العام في كربلاء العديد من الاصابات لأصحاب الدراجات النارية فضلا عن تسجيل حالات كثيرة من الوفيات. مع زيادة أعداد المصابين والوفيات من النساء والأطفال في الفترات الأخيرة سيما بين راكبيها المرافقين لسائقي الدراجات.وذكر كاظم: ان معظم الحوادث التي تتسبب بها الدراجة النارية لراكبيها لا تسجل في المستشفى بسبب التكتم عليها من قبل أصحابها خصوصا تلك الحوادث التي تكون النساء والأطفال ضحية لها. مؤكدا: أن إلاحصائية الاجمالية لعدد حوادث الدراجات النارية التي وفدت الى المستشفى خلال العام المنصرم بلغت (848) حادث كانت منها ثماني حالات فارقت الحياة. مشيرا: الى أن المصابين لاسيما إن كُنَّ من النساء لا يذكرن حقيقة الاصابة مدعيات سبب الاصابة حوادث السقوط من السلم أو غيرها من الحوادث العرضية، في الوقت الذي لا تدخل المستشفى حالات أخرى وتفضل العلاج خارجها.تُعـد ظاهرة انتشار ركوب الدراجات النارية من الظواهر التي برزت وزادت بسبب قطوعات الطرق الرئسة ومداخل مركز المحافظة مما يتعذر دخول السيارة وبالتالي يكون إستخدام الدراجة حلا أمثل وأسهل فضلا عن إرتفاع المبالغ التي يطلبها سائقو سيارات الأجرة ووقع أغلب المدارس والجامعات في أماكن بعيدة عن سكن الطلاب الأمر الذي دفع أولياء الأمور إلى شراء دراجات نارية لأولادهم لتقليص المصروفات وضمان وصولهم إلى مدارسهم او قيامهم بأي مهمة خارج المنزل بالدراجة.


محاسبة سائقي الدراجات

من جهته قال مانع عبدالحسن حسون مدير مرور كربلاء لـ(المدى) نرفض ظاهرة ركوب النساء أو الأطفال خلف سائق الدراجة النارية لما فيه من تعريض حياتهم للخطر المؤكد. مضيفا: حتى الآن لا توجد قوانين مانعة او رادعة لركوب الاطفال او النساء للدراجات النارية.ولفت حسون إلى أن بقية الحوادث يتسبب بها الشباب الذين نرمي باللوم على عوائلهم لأنهم يسمحون لهم بشراء الدراجات النارية قبل بلوغهم سن الرشد وبالتالي يتسببون بالحوادث لهم ولغيرهم ويفقدون حياتهم جراء تهورهم. مشددا: ان مديرية المرور ستبدأ بمحاسبة سائقي الدراجات النارية من الذين يقودون الدراجة وهم دون سن الثامنة عشرة وذلك من خلال فرض الغرامات وحجز الدراجة.

استسلام الأهل

ويعرب قاضي التحقيق الذي رفض ذكر اسمه ( م- ه) عن قلقه من إنتشار ظاهرة ركوب الدراجة للشباب دون سن الثامنة عشرة، ذاكرا أن قضاة التحقيق يستقبلون يوميا في مكاتبهم عشرات الدعاوى التي تختص بحوادث الدراجات النارية والتي تتسبب في وفاة المراهقين او إحداث إصابات بالغة لهم.وتتعالى أصوات المراهقين ومطالبهم في الحصول على دراجات نارية فيستسلم معظم الآباء أمام إلحاح الأبناء من دون الرجوع إلى مخاطر ركوبها ومن دون الإنتباه إلى أنهم من الممكن أن يكونوا قد سلموا مفاتيح الموت لأولادهم مع مفاتيح الدراجات النارية!!