الحور العين

 

الحمدُ للهِ الذي أوجد الوجود وأقام الشرائع ووضع الحدود وأقام الملة ورد  الأحزاب والأعداء عن الحدود ، وأعان صاحب القرنين على إقامة الردم والسدود ، والصلاةُ والسلام على المبعوث في الرحمة للعالمين سيد ولد عدنان ، ولي المتقين وإمام العارفين المُصطفى  الهاديَّ الأمين .

أما بعدُ ,

 فقد كثر الكلام عن الحور والقاصرات ونُّسِبَ إلى القرآن من قبل الشذاذ المعايب والزلات بفعل فهوم الشواذ من الملة عُباد الحرفِ والأوثان والملذات فالحمدُ لله على ما أفاء على كاتب هذه السطور من العطاء ببركة اتباع النبي المعطاء  والإمام المُسدد بالخير والرخاء .

 

يقول الله تعالى في كتابه الكريم 

وَحُورٌ عِينٌ{22} كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ{23} الواقعة 

 

وإلى  تعبير (المكنون)  أود أن أؤكد وأشير 

بقول رب العزة الحكيم عن قرآنه الكريم 

إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ{77} فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ{78} لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ{79} (الواقعة) 

 

فكما إن الكتاب الكريم لا يمس معانيه المكنونة إلا المطهرون من الطيور الروحانية التي تطير في سماء المعرفة الربانية وتدرس وتعي معالم مواقع النجوم السماوية فكذلك فإن الحور المكنونة أيضا لا يمسها تزويجا إلا المتقون المطهرون فاربط أيها العزيز بين المفردتين 

{مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ }الطور20

 

فكان اللمس لمكنون القرآن الكريم ،  وكان التزويج للحور .

ومن المعلوم أن مفردة التزويج في  القرآن  قد كُنى عنها باللمس.

 

يقول المولى في كتابه الكريم 

{… فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ... }المجادلة3

 

فاربط أيها القارئ واعقد قرانك على القرآن واهجر ما دونه من أوثان الكتب وأطناب الأنام ، فقد كتب القرآن الكريم بلغة الرمز التي تحتاج إلى التأويل لا التفسير،  لذلك قال رب العزة الكريم 

{هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ …. }الأعراف53

ويقول أيضا 

{بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ }يونس39 

فالقرآن الكريم ككتاب وحي يحتاج إلى التأويل كما تحتاج الرؤى والكشوف إليه يقول رب العزة الكريم عن الرؤى والكشف 

 

{قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ }يوسف44

 

{وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }يوسف21

 

فكما أن اﻷحلام مكنونة تحتاج إلى تأويل والقرآن الكريم المكنون يحتاج إلى تأويل أيضا  فإن مفردة الحور مكنونة تحتاج إلى تأويل .

والحاجة إلى تأويل مفردة الحور لا تأتي فقط لكونها مكنونة إنما لكونها متعلقة بالعالم الآخر الذي ضرب الله تعالى لنا الأمثال عنه فهو عالم لا يدرك ولا يعرف بحواسنا التي نستعملها اليوم أبدا.

 

لذلك قال تعالى :

{مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ }الرعد35

 

وقوله تعالى :

{مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ }محمد15

 

فكل ما يتعلق بالجنة والنار في العالم الآخر ما ذكر بالقرآن الكريم لا يفهم على حرفيته بل يفهم منه على أنه مضرب للأمثال تماما كما وصف الله تعالى الحياة الدنيا التي نعيها بحواسنا فقال :

{وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً }الكهف45

 

وكلنا يعرف أن الجنة ليست هي ماء نازل من السماء إنما هذه الآية هي مضرب للأمثال فقط 

 

وقد أوضح الله تعالى هذا الأمر فقال :

{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }السجدة17

 

لذلك فإن حور العين حالها حال متاع الجنة تضرب فقط كأمثلة وتحتاج إلى التأويل لا التفسير 

ولكي نقترب من معنى (الحور العين) 

 

لنسأل أنفسنا متى سندخل الجنة ؟

 

يقول بعض كبار العلماء و اﻷولياء  في الدنيا جنة من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة، إنها جنة القرب، والدليل:

﴿ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ (6) ﴾ ( سورة محمد)  عرفها لهم في الدنيا، ذاقوا طعمها في الدنيا. (موسوعة النابلسي) 

 

لذلك فإن المؤمن عندما يرزق من نعيم الجنة الأخروي يقول :

{وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة25 

 

فالمؤمن لن يتغير حاله في الآخرة عن حاله في الدنيا فهو يأكل من ثمار الجنة الروحانية ويتمتع بمتاع الجنة الروحانية كل حين حتى قال الله تعالى في حقه وحق غرسه :

 

{تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }إبراهيم25

 

وكل حين أي في العوالم الثلاث الدنيا والبرزخ والمعاد،

 

فإذا فإن الحور العين من المتاع التي تنكشف على عباد الله المؤمنين في الحياة الدنيا وستتجلى له في اﻵخرة التجلي الأعظم .

 

فما هي الحور العين ؟

 

وقد وصفها الله تعالى في موضع آخر من القران الكريم فقال (كواعب اترابا)

فما هي الكواعب اﻷتراب ؟

 

وقد أوضحت هذا في مقال سابق 

أنَّ الكواعبَ ومفردها كاعبٌ لها عدةُ معانٍ هيَ: 

1 كلُّ مفصلٍ للعظامِ.

 2 العظمُ البارزُ فوقَ القدمِ.

 3 العظمتين البارزتين جنبَ القدمِ.

 4 المكعب الذي يُلعبُ بهِ. 

5 ما بين الأنبوبين منَ القصبِ. 

6 الكتلةُ منَ السمنِ. 

7 قَدْرُ صبة منَ اللبنِ. 

8 اصطلاحٌ للحسابِ. 

9 المجدُ والشرفُ 

10 بالضمِّ وتعني الثدي. 

 

وبالتالي من الصعبِ التعرُّفِ على المعنى الذي قصدَهُ القرآنُ الكريمُ بكلمةِ كواعبَ, ولكنَّ الكواعبَ  هنا أتت مضافةً إلى كلمةِ أتراباً فلنرى كلمةَ أترابَ علامَ تدلُّ في معاجمِ اللغةِ: 

يقولُ معجمُ لسانُ العربِ: (ويقالُ تربُ الرجلُ هو من وُلِدَ معهُ وأكثرُ ما يكونُ ذلك في المؤنَّثِ ويقالُ هي تربها وهما تربانِ والجمعُ أترابٌ), 

وبذلك لو زاوَجْنَا بينَ معنى الكواعبِ والأترابِ لرأينا أنَّ المعنى الوحيدُ المستقيمُ بينَ الكواعبِ وصفةُ الأترابِ التي لا تكونُ إلّا للعاقلِ هي ذوو الشرفِ المقاربينَ بالعمرِ, لأنَّ كلمةَ أترابٍ كما قلنا لا يُوصفُ بها غيرُ العاقلِ أبداً فلا يصحُّ أنْ نصفَ الكواعبَ بأنَّها ثديينِ, لأنَّ الأترابَ هما المتماثلانِ, وذلك لأن الأترابَ صفةٌ للعاقلِ فقط, وهو ما ألِفَتْهُ العربُ واتفقتْ عليه, وكذلك لا يمكنُ أنْ نصفَ المفصلين أو نتوئي العظمين أو غيرهما بأنهما أترابٌ لأنَّ "أترابٌ" كما قلنا لا تأتي إلا لوصفِ العاقلِ, فالكواعبُ الأترابُ هما ذوو الشرفِ في الجنةِ المتقاربينَ بالعمرِ.

 

أي أن الكواعب اﻷتراب شخص يناظرنا في المكانة والشرف  ، وما كلمة التزويج المذكورة مع الحور في الجنة ما هي إلا للمصاحبة فقط أو الإتباع

 

يقول الله تعالى في سورة الصافات: 

{قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ{51} يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ{52} أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَدِينُونَ{53} قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ{54} فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ{55} قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ{56}, فالقرينُ هنا بمعنى الصديقِ, ويقولُ تعالى : احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ{22} الصافات,

 فالأزواج هنا بمعنى القرناء الذين هم على شاكلتهم, فقد يكون الزوجُ ظالماً والزوجةُ مؤمنةٌ كما الأمرُ مع فرعونَ وزوجتهِ وأمثلةٌ أخرى معروفةٌ, وقد تكونُ الزوجةُ ظالمةً والزوجُ مؤمناً, كما هو الحال مع لوطٍ ونوحٍ عليهما السلام.

وبذلك يكونُ التزويجُ هنا في حورِ العينِ للرجالِ والنساءِ, أي جَعَلَ لكلِّ إنسانٍ مُتَّقٍ قريناً وصديقاً له من حورِ العينِ مماثلٌ لهم في الشرفِ والعمرِ, 

فقد وصفهم الله تعالى من قبلُ بالكواعبِ الأترابِ, فإنَّ من المتع في الآخرةِ مصاحبةُ قرينٍ أو صديقٍ مماثلٍ للمرءِ في الرتبةِ والشرفِ والعمرِ حتى يأنسَ بهِ ويستأنسُ بهِ. 

ولكن الغريب في الأمر أن الحور وصفت بأنها مكنونة أي مخفية فلماذا ؟

ولماذا يخفى القرين عن الآخرين ؟

 

فتعالوا نتأمل المعنى اللغوي لحور العين 

الحَوْرُ: الرجوع عن الشيء وإِلى الشيء،

وأَصل التَّحْوِيرِ في اللغة من حارَ يَحُورُ، وهو الرجوع. 

والتَّحْوِيرُ: الترجيع، 

قال: فهذا تأْويله

أما العين مأخوذ من عين الشيء وهو النفيس منه ( لسان العرب)

فما هو الشيء الذي سنرجع إليه وهو أصلنا ومبتدأنا 

يقول الله تعالى في كتابه الكريم 

1 - { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } النساء 1

2 - { وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ } الانعام 98

3 - { هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ } الاعراف189

4 - { خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ } الزمر6

فنحن قد ببثنا من هذه النفس وكنا لها كالزوج المنبعث منها يقول الشيخ ابن عربي قدس الله سره الشريف في بيان كنه النفس الواحدة  

هي النفس الناطقة الكلية، التي هي قلب العالم، وهو آدم الحقيقي

 

ّ { وجعل منها زوجها } أي: النفس الحيوانية الناشئة منها.

 

ويقول أيضا هي آدم الحقيقي،

 أي: النفس الناطقة الكلية، التي تتشعب عنها النفوس الجزئية

 

 { ثم جعل منها زوجها } النفس الحيوانية

 

{خلقكم من نفس واحدة } هي آدم الحقيقي، أي: النفس الناطقة الكلية التي تتشعب عنها النفوس الجزئية { ثم جعل منها زوجها } النفس الحيوانية .

 

فنحن قد انطلقنا من منطلق واحد ونبعنا من منبع واحد ، فهي عين الوجود 

 لذلك يقول الحق سبحانه للنفوس عند الموت (ارجعي)

 حيث يقول الحق سبحانه وتعالى في كتابه الكريم في سورة الفجر 

يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ{27} ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً{28} فَادْخُلِي فِي عِبَادِي{29} وَادْخُلِي جَنَّتِي{30}

وهنا فإن النفس المطمئنة هي التي تتزاوج مع الحالة الأولى التي انبعثت منها وانتشرت منها فتزوجت منها واتحدت بها كاللباس 

(هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ) 

 

فالتزويج هو العودة إلى النفس الأولى والحالة اﻷولى وهي النفس العظيمة التي انبثق منها الوجود الإنساني.