تحالف مدني في مهب الريح

لا ادري لماذا تترسخ لدى البعض منا فكرة استنكار فكرة التحالف في مجتمعنا العراقي او ربما في منطقتنا وبالذات اراها بين القوى التي تؤمن بلغة التحالف سبيلا يخدم معطيات وحاجة الوطن والمجتمع لمثلها ولكن ومن خلال مجريات الاحداث ومنذ الاربعينيات والخمسينيات صعودا لم تحافظ كل التحالفات السياسية بين التيارات والاحزاب العراقية على نسق وامتداد هذه الاتفاقات و المواثيق خاصة بين الشيوعيين والقوميين او حتى بعض القوى التي تسمي نفسها وطنية يسارية مما ادى الى نزوع فكرة هذه المواثيق من اركان اسسها التي بنيت عليها فكرة التحالف

من يؤسس لحزب ويبني عليه ان لا يضع في فكره وحساباته السياسية او ببرامجه التنظيمية فكرة التحالف على اساس الوصول للهدف السلطوي وهذا عبر تأريخ التحالفات وخاصة على مستوى الاحزاب العراقية قدفشل فشلا ذريعا وهذه القراءة تتحدث عنها الوقائع عبر حقبة تأريخ هذه التحالفات ولنا ان اردنا استعراضها فاننا نكون اقتربنا من مصداقية ما نريد قوله وان اختلف البعض معنا فاننا نرى ذلك تنظير فكري واصرار على جبروت امتلاك وجهات نظر ومفاضلة لاتتعدى حد مجاملة وقبول واقع وانصياع لقيادة ترى في وجودها الحقيقة كل الحقيقة المطلقة وعبر مرور الزمن وازاء فشل تلك التجارب تنبري تلك القيادات بنقد تصرفها في تلك الفترة بحجة عملية التكتيك لتلك المرحلة او مما سائد مصطلح الظروف الموضوعية

ولو حصرنا عملية التحالفات السياسية بدإ من جبهة الاتحاد الوطني بين الشيوعين والبعثيين وبعض القوى القومية وبعدها الجبهة الوطنية والتحالفات مع الاحزاب الكردية او احزاب المعارضة والتحالفات التي جرت بعد الاحتلال سواء على مستوى البرلمان او مجالس المحافظات اذ كلها انتهت الى الفشل

واذا كان التحالف المدني اخرها فهو لم يشهد اي نجاح ان كان على مستوى العاصمة او المحافظات فلا اجد يافطة في محافظة تذكر هذا التحالف او ماقدمه للجماهير سوى احاديث عبر الفضائيات تشير الى بروز بطولات شخصية وثرثرة فوق هموم الناس

تبا لتحالف لم بشعر به المواطن ويكون له لسان حال ان الشعب الذي يأن من الموت من التخلف لا ينتظر من اصحاب البذلات الانيقة سبيلا لخلاصه من دكتاتورية جديدة رسمت للعراق طريقا لتخلف ونهب وفساد تحت ادعية مزيفة للديمقراطية