كيري يناقض أوباما ..أي إدارة هذه؟داعش نموذجا


مؤخرا ، صدمنا السيد السيناتورجون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية ، عندما صرح جهارا نهارا وعلى رؤوس الأشهاد ، أن نهاية تنظيم الخوارج الجدد داعش تقترب بسرعة حثيثة ، وأن هزيمة هذا التظيم تستغرق ثلاثة أيام فقط ، علما أن سيد البيت الأبيض باراك أوباما أخبرنا سابقا أن هزيمة داعش تتطلب ثلاث سنوات ، ثم شطح الشطحة الكبرى بقوله أن هزيمة داعش تتطلب ثلاثين عاما.
لقد أثارت تصريحات اليسد أوباما ألف سؤال وسؤال ، سواء عندما قال أن هزيمة داعش تتطلب ثلاث سنوات ، وخرجت الأمور من طور التساؤل إلى طور الإستهجان ، عندما قال أن هزيمة داعش تتطلب ثلاثين عاما ، ولا أدري كيف يقول رئيس أقوى دولة في العالم مثل هذا الكلام ، وهل أن مستشاريه على دراية تامة بما يقوله ، لأن تلك التصريحات تضر بسمعة ومصالح أمريكا ، ويقيني أنها ليست في محلها ، لأن قوة عظمى مثل أمريكا ، عندما تظهر عجزها أمام تنظيم عصبجي كهذا ، تؤشر على نفسها بإشارات ليست مريحة .
عند الإمعان في تصريحت وزير الخارجية كيري ، والتوقف مليا عند مدة الثلاثة أيام لهزيمة داعش ، نخرج بنتيجة مفادها أن سيدي البيت الأبيض الرئيس السيناتور /الوزير يناقضان بعضهما البعض ، وان الوزير هو الذي فتح الباب أمام هذا التناقض ، ولكن وبمتابعة مجريات الأمور الحالية ، نخرج بنتيجة مفادها أن من "بدا المأساة ينهيها " ، بمعنى أن أمريكا التي أسهمت بخلق داعش مع المخابرات البريطانية والموساد الإسرائيلي ، قررت شطب داعش ، على طريقة العرب قبل الإسلام ، عندما كانوا يصنعون إلها من التمر وبعد الصلام له في الحرم ، كانوا يأكلونه.
يبدو أن الصورة بأركانها بدأت تكتمل وكان أول الغيث ، هزيمة داعش في مدينة سنجار الكردية العراقية وطرده منها في وقت قياسي ، وهاهم العراقيون يتحدثون عن هزيمة داعشية منتظرة ، في كل من الرمادي والموصل ، وللمعلومة فإن هاتين المدينتين وملحقاتهما من القرى والأطيان جرى تسليمهما لداعش ، تمام كما رأينا في حرب عام 1967 مع إسرائيل وفي الجولان عام 1973 عندما كان الجيش العراقي السابق المغوار ، يحرر مناطق الجولان ويسلمها للجيش السوري ، ليفاجأ بأن السوريين آنذاك كانوا يسلمونها للإسرائيليين الذين كانوا يطلقون النيران على ظهور العراقيين.
قد يقول قائل لمذا ستقوم أمريكا بشطب داعش ؟
والجواب على ذلك لا يحتاج لتحالف سحرة يهودي هندي مغربي ، لفك لغزه وتبيان معالمه ، فأمريكا التي أسست القاعدة من أجل مقاولة أفغانستان " الجهادية"، حولتها بعد تحقيق الهدف من ورائها وهو هزيمة افتحاد السوفييتي ، إلى عدو لذر الرماد في العيون ، ومن ثم ونظرا للمرحلة الثانية التي تتطلب آليات مختلفة ، إدعت بأنها قتلت أسامة بن لادن ، علما أن السيد سنودن وكيل السي آي إيه الهارب في موسكو يؤكد بالوثائق أن بن لا دن حي مرفه في جزر البهاما ،وأنه أي سنودن سيصدر كل ما لديه من وثائق في كتاب ، وعليه لن أستغرب عندما يظهر "الخليعة" البغدادي في تل أبيب في حال بقي حيا بعد هزيمة داعش، وبعد ذلك أسست أمريكا داعش ، وضمت إليه كتائب "البلاك ووترز" المرتزقة التي كانت تمارس الإرهاب في العراق ، وضج حتى الأمريكان منها وطاردوها في المحاكم الأمريكية ، الأمر الذي جعل صناع القرار يلغونها ويحولونها على ملاك داعش ، من أجل تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع الشرق الأوسط الكبير ، وها هي أمريكا تمهد الطريق أمام تنظيم خراسان الإرهابي ، ليعبث في إيران في خطوة أخرى تستهدف العالم الإسلامي.
كانت السي آي إيه توهمنا إبان الحرب الباردة ، بأنها تمتلك أجهزة تجسس وتنصت ، تكشف إن كانت النملة في شوارع موسكو ذكرا أو أنثى ، ومع ذلك نرى هذه الأمريكا ، عاجزة أو هكذا تريدنا أن ننظر إليها ، أمام داعش ، إذ أنها لم تفاجئنا يوما بالكشف عن أماكن داعش ومن أين يحصل على أسلحته وكيف يتم تويله ، علما أن الشهيد الأردني معاذ الكساسبة دفع روحه ثمنا لما إكتشفه بطائرته ، وهو أن أمريكا "قائدة "التحالف الستيني ضد داعش ، هي التي " ترضع" هذا التنظيم الإرهابي ، وترسم له خارطة طريقه .
ما أود الوصول إليه ، هو أن أمريكا وإسرائيل وبريطانيا بطبيعة الحال ، نجحت في مخططها ضد العرب ، وحتى لا ننسى فقد تم إستبعاد فرنسا من اللعبة ، وعليه فإن تفجيرات باريس الأخيرة وعملية شارلي أبيدو الإرهابية رسائل نافرة الأحرف لفرنسا كي تبتعد عن الشرق الأوسط الذي سيصبح لبريطانيا اولا ولإسرائيل ، وربما سيكون لروسيا فيه نصيب ، وكل ذلك يعتمد على نتائج التدخل الروسي في سوريا .