العراق أصبح شحاذاً للأسلحة

 

حينما سقط تمثال صدام راح الشعب- يركض في الشارع قرب ساحة الفردوس- يهتف فرحاً بهذا ألأنتصار الكبير على الدكتاتور يهتف بالنصر وعلامات الفرح ترتسم على الجماهير هناك. حتى ألأطفال راحوا يركضون الى جانب التمثال ويضربونة بألأحذية- لأن فجر جديد سيحل على العراق وسيصبح البلد من الدرجة ألأولى. وتقدم الزمن وأصبحنا نحلم بالحياة الرغيدة وربما سيجعل ألأمريكان من بلدنا نسخة مطابقة الى إحدى الولايات ألأمريكية. إستسلم الجيش بكل سهولة وكأن الجيش العراقي لم يكن له وجود عبر التاريخ. قال أحد العاملين في قناة الجزيرة من خلال برنامج – غرفة التحكم في قناة الجزيرة خلال الحرب على العراق- قال بأسى” ..ألا يوجد حارس بوابة ..أو شرطي أو جندي يطلق عليهم طلقة واحدة..أين أختفى الجيش” . هذه العبارة جعلتني أنزف دما بصمت.وجاء القادة مع الدبابات من خلف الحدود ومسكوا البلاد وتدفقت مليارات الدولارات من كل الجهات. وظل الشعب يعاني الفقر والحرمان والخوف من كل شيء. كان الدكتاتور سيء والذي جاء بعده أسوأ. الغريب أن العراق راح يستجدي سلاحاً بسيطاً من دول عربية في زمن الدكتاتور لم يكن لها شيء يذكر. ألأغرب من هذا كله أن أحد المسؤولين راح يتوسل ببعض الدول العربية على تزويد العراق بعدد من ناقلات الجنود أو المدرعات ليس لها قيمة في زمن الدكتاتور المقبور ويتضرع إليهم أن تكون مجانية لأن العراق ليس لديه ثمن لتلك المدرعات. هل هذا يعقل في زمن الميزانيات ألأنفجارية ؟ أين ذهبت المليارات؟ الملفت للنظر أن تلك الدول وافقت على إعطاء العراق تلك المدرعات ولكن وزير الدفاع لايعرف أين ذهبت. قال أحد المسؤولين الكبار أن الطائرات التي حملت تلك العجلات الى مطار بغداد ظلت جاثمة في أرض المطار لا أحد يستلمها أو يفرغ تلك الطائرات. وذكر أيضاً أن سفير أحد تلك الدول أعطى رشوة الى العاملين في المطار عشرة ألاف دولار كي يفرغوا الحمولة. وزير الدفاع لايعرف أين ذهبت تلك العجلات المهمة التي جاءت للمشاركة في مقاومة ألأرهاب. أحدهم يقول سلمت الى البصرة ووزير الدفاع لايعرف إن كانت قد سلمت الى الجيش هناك أم الى جهة أخرى. كمواطن عادي لايعرف في ألأمور العسكرية لدي سؤال واحد فقط. إذا كان وزير الدفاع لايعرف عن مصير تلك المدرعات فمن يعرف إذن؟ . لو تم قطع نصف رواتب البرلمانيين والرئاسات الثلاثة لكان بأمكان العراق أن يشتري الشيء الكثير من ألأسلحة. ذكرت إحدى التقارير ألأعلامية عن عملية تهريب النفط من قبل تجار مهمين وقال ” عشرة تجار فقط حصلوا على 70 مليار دولار من تهريب النفط” . لو تبرع كل تاجر بنصف حصته من الدولارات لكان بأمكان العراق أن يجهز الجيش العراقي بملايين الدبابات وكافة ألأسلحة ألأخرى المتطورة. السؤال الى أين سيؤدي هذا الوضع الخطير وماذا سيكون مصير العراق بعد خمس سنوات؟ هل أصبح العراق بكل أمواله العملاقة المتدفقة من النفط مجرد شحاذ يستجدي من الدول القريبة؟ إن هذا لشيء عجيب.