الأجيال والتعايش ومستقبل الوطن

 

كل الشعوب تحرص على تنشئة الاجيال وتعليمها وتثقيفها باعتبارها انها الرصيد والخزين لديمومتها وانها المستقبل الواعد لها فلا مستقبل من دون نشئ جديد ولا ثقافة من دون تثقيف هذا الجيل بثقافة هذا الشعب ولا اخلاق الا بتخلق هذا الجيل على طبائع وعادات اسلافه .

 

ان اهم ما يتم تربية النشئ الجديد علية هو حب الوطن والاخلاص له وروح الجماعة والالفة وحسن الجوار والاخلاق والسماحة والصبر وتقبل الاخر مهما كان دينه او مذهبه او ثقافته وهيأته وانتماءه وما الى ذلك من الاخلاق الانسانية التي تبدأ بالصدق والوفاء والتسامح .

 

اننا نكاد نجزم بالحكم على المجتمع وتوقع مستقبله اذا نظرنا بتجاه الاجيال الناشئة والفتية فبنظرة فاحصة سنتمكن من معرفة المستقبل لهذا المجتمع او لهذا البلد .

 

ولكن ما يحز في انفسننا هذا الانهيار الكبير الذي يحدث في الاجيال التي ستخلفنا بعد بلوغنا ارذل العمر .

 

أننا نواجه مشكلة كبيرة تكمن في خلل بدور الاسرة والمجتمع وجميع المؤسسات الدينية والثقافية والتربوية باتجاه التزامها بهذا النشئ .

 

فلا دور للعائلة نتيجة انحدار ثقافة الفرد او وجود ازواج او زوجات غير مدركين لدورهم الابوي ولا دور للمجتمع الذي يغط في سبات عميق ويشغل نفسه بسفاسف الامور ويقود مفاصل كثيره فيه الجهلة من عامة الناس . ولا تعليم جيد نتيجة الظروف التي مر بها البلد وحروب دمرت البنى التحتية والعلمية والامكانيات .

 

ومؤسسات دينية تخوض في صراع مع كل من يخالفها تاركه وراءها مستقبل الاجيال وحقيقة الدين الحنيف واخلاقه وجوهره حتى ان هذه الصراعات اصبحت تشبه صراعات الدونكيشوت التي تصارع طواحين الهواء ايهما احق من الاخر في نقاش تاريخي عقيم تحل فيه قطع الرؤوس وقتل الاخر .

 

مع كل هذا نشأ جيل لا يحب الا نفسه ولا يتعايش الا مع ما يشبهه ويلغي جميع مقومات وجود الاخرين مع امكانية تعدي و تجاوز حرمات وحقوق المقابل . جيل لا يملك هدفاً ولا يملك انتماء وفوق كل هذا لا يملك اخلاق المواطن (ليس تعميم ولكن كحالة غالبة) .

 

حتى ان اكثر الناس تطرفا و تأييدا و حبتا لنفسه بدأ يسال نفسه هل هذا الاتجاه صحيح ؟! …. هل بدأنا نفقد زمام الامور وهل فات الوقت لكي نصلح ؟! …

 

أذاً لنعد الى بداية حديثنا أن مستقبل الامم بأجيالها الصاعدة والواعدة يعني ان مستقبلنا بأيدينا ونحن الان نراه بأعيننا هل هذا ما نريده ؟!…

 

اعتقد ان لا احد سيجاوب بكلمة نعم