الانسان ذلك المخلوق الضعيف الاكثر شيء جدلا !

الانسان ذلك المخلوق الناطق الذي ينتمي الى صنف الحيوانات اللبونة او التي تنجب اناثها وتقوم بالرضاعة هو حيوان له القدرة على التفكير مقارنة بالحيوانات الاخرى التي تتسم بالتفكير المحدود والتي ليس لها خيار ولذلك فهي غير مكلفة بما وراء العيش المادي. هناك العديد من الحيوانات التي سبقت الانسان بملايين السنيين للعيش في هذه الكرة الارضية ولازالت اصناف منها تعيش وتنجب وتتكاثر. الانسان حديث العهد جداً في هذا الكون وهو يعد لاشيء مقارنة بما اودع الله من خلق في هذا الكون مما لانعلمه ومما نعرف عنه الشيء النزر. هناك مخلوقات تعيش معنا على الارض نحن لانفهم بالضبط كنهها وطبيعة عيشها وقد خلقها الله من الطاقة وليس من المادة كالجن. نحن في الطب لانعرف عن هذا الانسان الا الشيء القليل رغم البحوث والتقدم العلمي فأن معظم الفعاليات الحيوية والهندسة الوراثية وطبيعة الامراض لاتزال غير مكتشفة والعلم البشري يراوح في خلجانها الضحلة دون الغوص في اعماق المحيطات الشاسعة.


بحوثنا العلمية لاتزال ترواح وكأننا كلما اكتشفنا شيئا جديداً اتضح لنا بأننا لم نحقق تقدماً بل نشعر بأن الاكتشافات الجديدة تبين لنا وكأننا نتراجع امام علم لم نؤتى منه الا القليل (وما اوتيتم من العلم الا قليلا). كانت هذه الحقيقة العلمية ماثلة امامي عندما اجريت العديد من البحوث الطبية الدقيقة لنيل شهادة الدكتوراة في الطب والتي لم يجريها احد من قبل في العالم وبقيت فريدة من نوعها لحد هذه اللحضات. في الحقيقة ان دراسة الطب بشكل عام دون الاختصاصات الدقيقة والبحوث الاكاديمية والدراسات السريرية كانت ولازالت اصدائها تردد معزوفة كونية تقول (هذا ما خلق الله فاروني ماذا خلق الذين من دونه) لازلت اسمعها كلما قرأت شيئاً عن جسم الانسان؟! الطب بما فيه من تقدم لم يقدم لنا دراسة واحدة شاملة تحقق في جسم الانسان كشيء واحد ..... هو يحاول ان يقسم الانسان الى اجهزة متعددة لتسهيل عملية الدراسة مما ينتج عن ذلك متخصصون يفهمون في مجال اختصاصهم (اي جزء صغير من الانسان كالعين او الاسنان او ما شابه) ولايفهمون ما عداها. ولكن الانسان وحدة واحدة مترابطة مع بعضها اذا اشتكى منه عضوا تداعت له سائر الاعضاء علاوة على وجود المشاعر والسلوك والتصرف والافكار والتخاطب الاجتماعي والحالات النفسية التي لانفهم منها الا القليل جداً وكلها مترابطة مع بعض ولكن الطب يدرسها لبنة لبنة.


هذا العجز العلمي لمعرفة ذلك الانسان المجهول لنا لحد الان يقابله عجز تام عن معرفة الروح البشرية مما اهمل الطب دراستها تماماً. الروح تلقي بظلالها على الجسد فاذا كانت داكنة مليئة بالتلوث الروحي فهي لامحالة تتسبب للجسد بامراض نفسية وعضوية عديدة لايعرف الطب اسبابها وقد يعزيها كلما مر عليها بان السبب غير معروف او سبب منشأي Idiopathic . هناك العديد من المراكز الطبية خاصة في الولايات المتحدة تعالج بالصوم وتشجع على الصلاة والدعاء للشخص المريض وقد اثبتت دراساتها وممارساتها ان المريض الذي يجد من يدعو له او الذي يتمتع هو او هي بقابلية علي الصلاة والدعاء يتماثل للشفاء بشكل اسرع ومن ذلك مرضى السرطان تكون لديهم روح متفائلة وصبورة عند اولئك الاشخاص مقارنة بالذين لايؤمنون بذلك. نحن هنا لانتكلم عن مراكز الشعوذة والسحر واستغلال الناس من قبل دجالين يحتالون على الناس ليسرقوا جيوبهم بحجة الشفاء بالقرآن او غير ذلك بل نتكلم عن اشخاص مرضى لهم اقارب او اصدقاء يدعون لهم الله بالشفاء دون اجر او شعوذة.


الله سبحانه وتعالى عندما خلق هذا الانسان وخلق غيره في كواكب اخرى مما لانعرف اليوم عنهم شيئاً وجعل له الارض ذلولاً اي جعل كل ما عليها من خصائص ومميزات وعناصر تتماشى مع عيش سهل ومريح كالهواء والحرارة والجاذبية وترادف الليل والنهار وتطابق ذلك مع الدورة الهرمونية للجسم وغيرها ... جعل هذا الانسان الضعيف حراً في اختياره بشكل نسبي فنحن لم نختر الزمن الذي نعيش فيه ولا اسمائنا ولا امهاتنا ولا ابائنا ولا بلداننا التي ولدنا فيها ولا الواننا او اشكالنا ولكن منحنا حرية الدين والمعتقد والعمل والتصرف والتفكير والسلوك ولم نجبر على شيء منها ولكننا سنحاسب على ذلك. هذا الحساب ليس من حق احد بل هو حق قائم وباقي لله وحده على ان لايقوم الانسان بالضرر المادي او الجسدي او النفسي او الغش او ما شابه لغيره من البشر فهذا تحاسب عليه قوانين البشر الوضعية وغير الوضعية. وهذا يقودنا الى تصرفات بعض البشر الذين يريدون فرض اجنداتهم الدينية (المفتعلة) على الاخرين ....




الله سبحانه وتعالى ارسل الانبياء والرسل للبشر وختمهم بالرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم) وجعله رحمة للعالمين ... وما ارسله الا رحمة لجميع البشر ولم يجعل له سيطرة على احد (انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر)! واخبره بانه لا اكراه في الدين واخبره بشكل واضح (ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا .... افأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)..... بل انه لايقدر ان يهدي حتى اقرب الناس اليه بل واحبهم اليه (ولن تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء ... اي من يشاء ان يهتدي يهديه الله ومن لم يشأ لايهديه). فالرسول لم يستطع ان يهدي عمه ابو لهب (هو عمه وعاداه ولكن الرسول لم يؤذيه وتركه للقران يقول فيه ماقال). على العكس من ذلك عمه ابو طالب الذي اهتدى بهداه وحماه من القتل ومن قريش وسانده وآزره وشجع ابنائه على اتباعه واعانته. حتى العم الذي اذاه (ابو لهب) خرجت منه ابنته (درة بنت ابي لهب الهاشمية) وكانت فعلاً درة بكل معنى الكلمة تركت ابويها وهم من سادة قريش وانضمت لركب المهاجرين الى الحبشة والى المدينة. درة تلك الدرة الهاشمية التي لما قدمت المدينة مهاجرة ونزلت في دار رافع بن المعلى قالت لها نسوة من بني زريق أنت ابنة أبي لهب الذي يقول الله فيه {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} فما تغني عنك هجرتك؟! ….وقيل ان الذي قال لها ذلك رجل ممن يكرهون بني هاشم فاقبلت (درة) عليه وقالت له: ذكر الله ابي لنسبه وشرفه وترك اباك لجهالته !… ثم أتت درة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) واخبرته بذلك وقالت ان الناس يصيحون بي ويقولون إني أبنة حطب النار….. فغضب رسول الله لذلك … وقال لها اجلسي ثم صلى بالناس الظهر وقام فيهم خطيباً وهو مغضب شديد الغضب فقال ما بال اقوام يوذونني في نسبي وذوي رحمي؟! …. فو الله إن شفاعتي لتنال قرابتي يوم القيامة … الا ومن آذى نسبي وذوي رحمي فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله …


فاذا كان رسول الله وسيد المرسلين وخاتمهم والذي بشر به كلهم من آدم الى عيسى لايستطيع اكراه احد على الدين والامر كله لله فما بال شذاذ آفاق لايفقهون من الدين شيئاً ممن لايحسنون نظافة انفسهم يرهبون الناس ويقتلونهم حتى يتبعوا اسلامهم الفاسد؟! الا ساء ما يزعم التكفيريون والارهابيون فهو ليس من الدين بشيء ودين محمد منه براء …