تقديم الوقت في العراق

 

يتوهم من يظن أن أول مبادرة لفكرة تطبيق نظام التوقيت الصيفي في العراق، كانت للمرحوم كامل الدباغ، مقدم برنامج العلم للجميع، وسبق وأن طبق هذا النظام،كم كنا نعتقد ويعتقد الكثيرون أنما جرى ألعمل به، يعود للمقترح الذي ناشد الحكومة آنذاك قبل أكثر من ثلاثة عقود، هذا هو الاعتقاد السائد عند أغلب الناس، والحقيقة أن هناك دراسة متكاملة، قدمت للحكومة العراقية في العهد الملكي، عام 1942 قدمه الدكتور محمد محمود غالي \ أستاذ الفيزياء في دار المعلمين العالية، نشرت في مجلة ” المعلم الجديد ” الصادرة في حزيران نفس العام من الصفحة 493 الى ص 504 تضمنت تفاصيل و أبواب وجداول توضيحية على النحو الأتي: 1- المقدمة 2 – الأسباب التي دعت الدول الأوربية الى تطبيق تقديم الوقت .. وتتوالى فقرات البحث حتى الفقرة 12 – الخلاصة .. سأتناول جزءاً من مقدمة الباحث الدكتور محمد محمود يقول : منذ حضوري الى العراق وأنا مقتنع بالفائدة ألاقتصادية والمعنوية التي يجنيها هذا القطر الشقيق فيما لو اعتزمت الحكومة العراقية، على تنفيذ نظام جديد يقضي بتقديم الوقت ساعة قبل حلول الصيف، وإرجاعه في الخريف الى ما كان عليه، وتكرار ذلك كل عام، ولقد عرضت الفكرة على فخامة رئيس الوزراء ووزير المعارف فوجدت منها قبولاً، ولقد سرني ما عرفته من وجود الفكرة لدى معالي وزير المعارف من قبل، كما سرني ما عرفته من اقتناع الدكتور محمد فاضل الجمالي مدير التدريس والتربية العام  بها وسعيه لتنفيذها، من ألاصوب أن تقدم الحكومة العراقية الوقت في المدة الواقعة بين أول نيسان و 15 أيلول ساعتين بدل ساعة واحدة أو تقدمه ساعة واحدة… وهذا يضاعف فرصة الانتفاع بالنظام الجديد، الذي أعتقد انه سيكون به وفر سنوي لا يقل عن عشرين ألف دينار كل عام . ” هذا ما أوجزته من مقدمة الدراسة، أنا من بين الكثيرين كنت أعتقد، أن هذا النظام طبق في العراق بفكرة واقتراح المرحوم كامل الدباغ، ومن المفارقات الطريفة في أحد الأيام وصلت الى الدائرة متأخر عن الدوام الرسمي بسبب تغيير الوقت دون أن أجري تغيير للوقت على ساعتي، دخلت على موظف الاستعلامات، طالبا سجل توقيع الحضور، فجاء الرد أنه أرسل الى المدير بعد عشر دقائق من بدء الدوام، وأنت متأخر، آلا تعلم ببدء الدوام الصيفي، هرعت الى غرفة المدير وفي ذهني أن عذري هي ساعتي كنت غافل،  لم أجر عليها تغييراً رغم علمي أن القانون لا يحمي المغفلين ، واعتذرت للسيد المدير عن التاخير، ومر الأمر بسلام ومر العذر بالقبول .. كان بين موظفي القسم الحاج رزاق عندما يسأله أحد عن الساعة يرد على السائل تريد الوقت على توقيتنا أو على توقيت كامل الدباغ ويضيف أذا على توقيتنا الساعة كذا وإذا على التوقيت الصيفي الجديد الساعة كذا ويستمر الحاج على هذا المنوال طول أيام الصيف، وتبديل الوقت سنويا يأتي متزامناً مع كذبة أول نيسان من كل عام، فهو فخ لمن لا يحرك عقارب الساعة.